شارك العشرات من أهالي مدينة يافا وأبناء عائلة دريعي في تشييع جثمان المرحوم أحمد دريعي "أبو عمر" الذي وافته المنية صباح اليوم الإثنين، حيث انطلقت مراسم التشييع بعد صلاة الظهر من مسجد العجمي إلى مثواه الأخير في مقبرة المدينة طاسو.
وقد توفي المرحوم أبو عمر عن عمر يناهز 103 أعوام وشارك في تشييعه أكثر من 70 حفيداً.
مناقب في حياة الحاج أبو عمر دريعي الذي وُلد في طرابلس - لبنان وعاش في مدينة يافا
الحاج أحمد عمر دريعي (أبو عمر) ولد عام 1908،هذا الحاج عايش أيام يافا ما قبل النكبة وعايش النكبة وعاشها وعايش ما بعدها فتشرب مرها، وكان يمتلك على دكان لتصليح الأحذية، فتحول دكانه البسيط إلى ديوان ومجمع للخلان تتطاير في فنائه وفضائه ذكريات وأماني وأحلام لتجسد قصة يافا قصة شعب قصة فلسطين كلها.
كان أبو عمر يمتلك دكان لتصليح الأحذية، والذي لا يزال يحافظ على طابع المتجر منذ العهد العثماني حتى يومنا, أبو عمر هذا الإنسان الذي قد يكون الأكبر سنا في البلاد حول دكانه الصغير بحسن خلقه وحسن معاملته إلى ملتقى لكثير من الشخصيات الهامة التي مرت عبر هذا الدكان لتنعم بحديث الحاج أبو عمر البالغ، حيث لا يمكن لأحد أن يمر من يافا دون يلتفت إلى أقدم دكاكينها.
ولم يكن أبو عمر مجرد اسكافيا عاديا بل كان موسوعة من التجربة والخبرة في الحياة بالإضافة لكونه زوجا وأبا وجدا محبا ووفيا على طراز جميع من عايشهم في عصر كان فيه الوفاء والإخلاص والمحبة هي وقود الحياة وعصبها.
فقد منَّ الله على أبو عمر بخمسة عشرة من الأولاد والبنات يعدون من خيرة أبناء يافا، وقد انعم الله على الحاج أبو عمر بخمس وسبعين حفيدا.
يذكر أن أبو عمر لم يكن يافاوي الأصل بل قدم إلى يافا من طرابلس - لبنان لكن بالرغم ذلك فهو كان يعتبر نفسه يافاويا تماما ككل أهل يافا إلا أن وفاءه الأصيل لتاريخه ولماضية لم ينسى بلده الأصلي.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]