يعيش المسلمين في أيسلندا والنرويج وفنلندا تجربة فريدة من نوعها هذا العام بينما يأتي شهر رمضان في الصيف.
شهر رمضان يتقلب بين الصيف والشتاء كل 15 أو عشرين عاما، فتخيل ما الذي يحدث في البلدان الشمالية حيث يمكن أن يعيش المسلمون 24 ساعة من النهار أو الليل حسب فصول السنة؟ وحيث يبلغ أقصر يوم في السنة حوالي 12 ساعة.
كيف حال مسلمي القطب الشمالي؟
وفق التقويم القمري يتقدم موعد بدء شهر رمضان بمعدل أقل من أسبوعين كل عام مقابل الميلادي. وفي البلدان القريبة من خط الاستواء -مثل السعودية وسنغافورة وإندونيسيا- لا يحدث هذا التغير فرقا كبيرا في عدد ساعات النهار الثابتة بين عام وآخر.
لكن بالنسبة لأولئك المسلمين المقيمين في معظم دول العالم الشمالية، بالقرب من الدائرة القطبية في الشمال، فإنهم يواجهون أزمة في فصل الصيف عند الصوم.
في أيسلندا تغرب الشمس عند منتصف الليل، وتشرق بعد غروبها بساعتين فقط خلال ذروة الصيف.
ويصوم المسلم النرويجي لمدة تصل إلى عشرين ساعة وعشرين دقيقة مما يضع المسلمين في الشمال أمام تحدي صيام تصل ساعاته حتى 21 ساعة و51 دقيقة في عامنا الحالي.
يُسمى النهار في شمال فنلندا -وخاصة إقليم لابلاند- بشمس منتصف الليل، فالشمس لا تختفي طوال اليوم، ليجد المسلمون أنفسهم أمام 23 ساعة ونصف الساعة من العطش والجوع، مما يصبح مشقة غير محتملة، حتى اختاروا الصوم وفق مواقيت دول الشرق الأوسط أو أقرب دولة مسلمة لهم وهي تركيا.
حلول لساعات الصيام الطويلة
أوصى مجلس كبار العلماء المسلمين في السعودية بضرورة مراعاة المرء للتوقيت المحلي طالما أن الليل يمكن تمييزه عن النهار، حتى لو كان ذلك يعني الصوم لأكثر من 23 ساعة يوميا في الصيف، ولبضع ساعات في الشتاء، ووجدوا هذا اختبارا لتعزيز الإيمان بالإسلام.
لكن كانت هناك ثلاثة حلول قدمتها الهيئات الإسلامية واعتمدتها المساجد للمسلمين الذين يعيشون في بلدان لا تغرب فيها الشمس، أو تغرب للحظات غير كافية، ويقدم هذه الحلول بعض العلماء والمنظمات الإسلامية للتسهيل عليهم، بحسب موقع "سي أن بي سي".
تأتي الحلول بين تصريح بالإفطار على توقيت غروب الشمس في أقرب دولة بعيدة عن الدائرة القطبية وترى الليل والنهار، أو أقرب دولة ذات أغلبية مسلمة، أو ضبط موعد الإفطار على غروب الشمس في السعودية.
وبالنسبة لبعض المسلمين المهاجرين في أيسلندا الذين لا يرغبون في الصيام لمدة 22 ساعة كاملة، فإنهم يميلون إلى اتباع مواعيد شمس بلادهم الأصلية لأن الساعات أقصر.
في أيسلندا وافق اثنان من أكبر المساجد بالعاصمة على اتباع أوقات الفجر والغروب المحلية للصيام والالتزام بها رغم المشقة، في حين اختارت المساجد والهيئات الأخرى متابعة توقيت دول أوروبية أخرى مثل فرنسا.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]