بعد تدشين دوار الشيخ بسام أبو زيد - البلدية تصادق على تدشين دوار يحمل اسم الدكتور "فؤاد الدجاني"

بمبادرة من السيد أحمد مشهراوي عضو المجلس البلدي في بلدية تل أبيب –يافا صادقت إدارة قسم تسمية الشوارع في البلدية على طلب عضو المجلس مشهراوي لتسمية دوار مركزي يقع خلف مستشفى الدجاني في يافا باسم الدكتور فؤاد إسماعيل الدجاني.  

وكان عضو المجلس مشهراوي قد كشف من خلال تحقيق أجراه خلال الأشهر الأخيرة أن مؤسسات البلدية لم تنفذ قرارها التي صادقت عليه في عام 2005 بشأن تخليد اسم الدكتور الدجاني، حيث كان مخطط تنفيذ هذا القرار الذي يقضي بتخليد اسم الدكتور الدجاني في أحد الزقاق الصغيرة القريبة من المستشفي ولم يتم تنفيذ هذا القرار.

وبعد التأكد من عدم تنفيذ تخليد اسم الدكتور الدجاني وبعد الكشف عن عدم وجود أي زقاق لتخليد اسم الدكتور الدجاني طلب عضو المجلس البلدي من السيدة حبيبة ابيچاي أن ترافقه في زبارة لمستشفى الدجاني ( تم تغيير اسمه إلى تسهلون) وزيارة قير الدكتور الدجاني الموجود داخل باحات المستشفى والبحث عن مكان أخر ملائم خلف المستشفى لتخليد اسم الدكتور الدجاني حيث تمت هذه الزيارة بتاريخ 2011/09/13. 

وقد عرض عضو المجلس البلدي خلال هذه الزيارة على مديرة قسم تسمية الشوارع تخليد اسم الدكتور الدجاني على دوار مركزي يقع خلف المستشفى كتعويض عن التقصير من جانب البلدية في تنفيذ قرار رسمي متخذ من قبل المجلس البلدي ولعدم احترام مؤسسات البلدية مكانة الدكتور الدجاني أحد رموز مدينة يافا وتقدير عطاءه للمدينة حيث وافقت السيدة حبيبة ابيجاي من خلال رسالة بعثتها إلى عضو المجلس البلدي بتاريخ 2011-11-13 على اقتراح تخليد اسم الدكتور الدجاني بواسطة إطلاق اسمه على دوار رئيسي يقع بجانب المستشفى.

هذا وستتوج هذه الجهود خلال الأيام القريبة وسط تعاون تام بين عائلة الدجاني في خارج البلاد وبالتنسيق مع ديوان رئيس البلدية لتحديد موعد متفق عليه لإجراء مراسم واحتفال لتخليد اسم الدكتور الدجاني.

وفي تعقيبه قال عضو المجلس البلدي السيد أحمد المشهراوي "نحن في يافا نرى أنه من واجبنا تقدير واحترام الشخصيات التي حرصت على إعلاء ورفع مكانة يافا على مر العصور وكما وقمنا بأداء واجبنا وتخليد اسم الشيخ الفاضل بسام أبو زيد سنقوم في الأسابيع القريبة بتنظيم احتفال أخر لتخليد اسم الدكتور الدجاني. وذلك من منطلق التزام يافا بالحفاظ على احترام الشخصيات التي وهبت حياتها لأجلها فالدكتور الدجاني قد ترك عائلته الثرية في القدس وجاء ليعيش هنا ويخدمنا وتوفي بعد أن أجرى عملية جراحية لمريضة يافية جراء إصابته بتلوث أثناء إجراء  العملية الجراحية لهذه المريضة حيث بقيت المريضة على قيد الحياة بينما توفي الدكتور والآن بعد مرور 71 عاما على وفاته يافا ستعيد له ولعائلته الاحترام والتقدير بواسطة إمكانياتها المتواضعة والمحدودة حيث سيرى أحفاده بأن يافا لا زالت تحفظ المعروف وتقدر كل من يحبها. نسأل الله أن يقدرنا على الاستمرار في تقدير وتخليد اسم كل من ساهم في إعلاء اسم يافا". 
 
وأضاف المشهراوي "وهنا لا يفوتنا أن نشكر كل من ساهم على مدار السنين في محاولات سابقة لتخليد اسم الدكتور الدجاني ومن بينهم السيد ميخائيل روعاه نائب رئيس بلدية تل أبيب – يافا سابقا، عضو المجلس البلدي السابق نسيم شقر، والمهندس المعماري شموئيل چلر والذي كان له دور كبير في تحريك موضوع تخليد الدكتور على مدى عشر سنوات والمساهمة في السعي لبناء قبر الدكتور الدجاني".

لمحة عن حياة الدكتور فؤاد إسماعيل بكر الدجاني 1890م-1940م

هو فؤاد إسماعيل بكر الدجاني ولد في مدينة القدس سنة 1890م، الموافق 1307هـ.توفي في يافا سنة 1940م، الموافق 1359هـ.ودفن في أرض مستشفاه في مدينة يافا
تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس مدينة القدس،ثم انتقل إلى مدينة بيروت اللبنانية والتحق بالجامعة الأمريكية (فرع بيروت) لدراسة مهنة الطب بها، و بسبب قيام الحرب العالمية الأولى لم يستكمل دراسته والتحق بالجيش العثماني لأداء واجبه الإنساني نحو بلده حيث كان الجيش يحتاج إلى أطباء،بمجرد انتهاء الحرب توجه إلى بريطانيا لاستكمال دراسته فالتحق بإحدى الجامعات البريطانية في لندن، ونال أعلى الدرجات العلمية والمهنية في الطب، حيث تخصص في الجراحة.

عاش حداثته وصباه في العقد الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي بمدينة القدس، وعاصر الحرب العالمية الأولى واشترك فيها وهو في ريعان شبابه بدوره البناء حيث تم تجنيده طبيباً بالجيش العثماني آنذاك، وظل طبيباً بالجيش حتى انتهت الحرب العالمية الأولى.عاصر فترات عصيبة ألمت بالوطن العربي عامة وببلده الحبيب فلسطين خاصة، حيث الاحتلال الإنجليزي بمساوئه للبلاد، والاضطهاد له شخصياً بسبب آرائه البناءة، ومعارضته للاحتلال، فوضعوا له العراقيل عندما حاول بناء مستشفاه (مستشفى الدجاني) التي كان لها دور بناء في خدمة الجرحى الفلسطينيين.

اشتغل بالطب وتخصص في الجراحة، وجعل من مهنته رسالة إنسانية وواجب مقدس فقدم منها دوره الجهادي وواجبه الإنساني تجاه أهله ووطنه وأمته، فكرث من وقته و مهنته كطبيب وجراح الكثير والكثير لخدمة أبناء الوطن في فلسطين وسوريا.اشترك مع الكثيرين من أبناء جيله وزملاؤه ومحبيه ومواطنيه في بناء الدولة السورية التي كان أجلها قصير والتي نظمها الملك فيصل رحمة الله عليه في دمشق عام 1920م.باشر عمله في مستشفى الحكومة إلى جانب عياداته في حي المنشية فقام بإنعاش مستشفى يافا الحكومية التي كانت خدماتها محدودة فصنع بشهرته وكفاءته قاعدة عريضة للمستشفى واستقطب الناس من كافة الجهات إلى تلك المستشفى.

اصطدم مع إدارة الصحة في يافا واستقال من عمله الحكومي وشرع في بناء أحدث مستشفى خاص في مدينة يافا عام 1933 عرف باسم مستشفى الدجاني. وكان المستشفى يستقبل جرحى المعارك خلال ثورة 1936 ـ 1939م وذاع صيته كجراح موهوب في شتى أنحاء فلسطين.شغل عضوية المؤتمر الطبي وكان متعاوناً مع العديد من زملائه لخدمة القضايا العربية والإنسانية تجاه الوطن والأمة.تعبيراً عن امتعاضه وإنكاره للأفعال التي كانت ترتكبها الحكومة الإنجليزية حيال شعبه قام برد النياشين والأوسمة للحكومة الإنجليزية التي كانت قد منحتها له بسبب كفاءته ومهارته.توفي عام 1940 إذ أصيب بتسمم في الدم أثناء إسعاف أحد مرضاه ـ نجا المريض ومات الطبيب ـ ، صُليت عليه صلاة الجنازة بمسجد يافا الكبير، ودفن في أرض مستشفاه في مدينة يافا

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]