اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

في ذكرى النكبة: صياد يافاوي بغزة يتشبث بحلم العودة إلى منزله في يافا

 
 
يتطلع صياد عجوز في غزة إلى البحر المتوسط من على مقعد كُتبت عليه كلمة واحدة.. يافا. ويأتي محمود العاصي كثيرا إلى هذا المقعد الأزرق.
 
ويوجد أكثر من 120 من مثل هذه المقاعد الإسمنتية ذات الألوان الزاهية على شاطئ غزة وكُتب على كل منها اسم مدينة أو قرية كانت في فلسطين قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948.
 
وتحمل هذه المقاعد أسماء بالعربية لمدن مثل بئر السبع وعكا وتل الربيع التي أصبحت تدعى تل أبيب وجميعها تقع الآن في إسرائيل.
 
ويأتي العاصي (73 عاما) بانتظام للجلوس على المقاعد المطلة على البحر مثله في ذلك مثل الكثيرين من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.3 مليون لاجيء لإيجاد شكل من أشكال الصلة الوجدانية بالمدن التي تركتها عائلاتهم أو أجبرت على تركها.
 
ويأتي العاصي إلى المكان خصيصا مع اقتراب يوم 15 مايو أيار، حيث يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة والهزيمة في حرب عام 1948 التي أذنت بقيام دولة إسرائيل.
 
وترك العاصي يافا قبل قرابة سبعة عقود لكنه ما زال يسميها ”بيتي“.
 
ويطالب العاصي بحق العودة إلى وطنه السابق مثله مثل الكثير من اللاجئين الفلسطينيين. إلا أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ترفض مثل هذا الحق خشية أن تفقد الدولة أغلبيتها اليهودية.
 
وتحدث العاصي لرويترز وهو ينظر للمياه التي حملته إلى بر الأمان عندما وضعه والده الصياد وتاجر الموالح في قارب مع أشقائه السبعة للإبحار جنوبا من يافا إلى غزة عام 1950.
 
وقال ”ولا عمري فقدت الأمل حتى لو بعد ما أموت“.
 
وبعد وصوله إلى غزة لبدء حياة جديدة حملت المياه نفسها سبيلا لكسب الرزق وتربية أبنائه الثمانية عشر.
 
وفر اثنان من أشقاء العاصي إلى لبنان حيث عاشا وماتا كلاجئين.
 
وفي يافا، تذكر عطا العاصي (85 عاما)، وهو صياد آخر وأحد مواطني إسرائيل من العرب، سيطرة القوات الإسرائيلية على المدينة في 1948 وفرض حظر التجول وإقامة ”سجن مفتوح“ لمدة عام ببناء سياج حول الحي الذي كان يقيم فيه.
 
وقال عطا الذي ينتمي إلى عائلة العاصي مثل محمود في غزة ”باتذكر في 1948 لما الناس تهجروا أبوي حكى لأعمامي وقال لهم ما تطلعوش من هنا (يافا)“.
 
وأضاف عطا الذي بدأ حياته كصياد يوم سقوط السياج ”قال لهم ما تطلعوش لأنه أفضل مكان نظل فيه هو هنا لكنهم ما سمعوش ورحلوا على لبنان“.
 
وفي أوائل السبعينيات عندما كانت الأمور أكثر هدوءا ولم تكن إسرائيل تحكم إغلاق القطاع بنقاط التفتيش والجدران الإسمنتية والأسلاك الشائكة، استطاع العاصي الصياد في غزة قطع مسافة 60 كيلومترا شمالا على ساحل البحر المتوسط وزيارة موطنه في يافا.
 
 
ورأى العاصي منزل عائلته الذي لم يكن مكتملا وقد اكتمل وأصبح مأهولا لكنه لم يستطع حمل نفسه على طرق الباب لمعرفة من يعيشون فيه.
 
وقال ”بيتنا في يافا كان جنب البحر، ولا شيء وما في ولا عمارة كانت تفصلنا عن البحر... أنا باتذكر الجامع الصغير وباتذكر الميناء“. وأضاف ”ما عرفت إذا كان اللي سكنوه يهود ولا ناس تانية، ما قدرتش أدخل، ما تحملتش. شعرت أني مكسور، ما قدرتش أدخل البيت، كيف يكون بيتك وأنت مش قادر توصله صح. أنا بكيت“.
 
ويقول مؤرخون فلسطينيون إن أربعة آلاف فلسطيني فقط ظلوا في يافا من بين نحو 120 ألفا كانوا يعيشون في المدينة قبل أن تصبح جزءا من إسرائيل.
 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook