شهدت مدينة يافا خلال ثلاث سنوات ونصف تلاحماً بين القيادات المسيحية والإسلامية ،متمثلاً التقارب بين القيادات في الطائفة الأرثوذكسية والحركة الإسلامية في المدينة،وتقارب وجهات النظر بين القيادات حالة جسدت تلاحمًا ،فيما تُرجمت بالنشاطات المشتركة على كافة الأصعدة الجماهيرية.
ومن بين هذه الفعاليات مشاركة الحركة الإسلامية وتضامنها مع قضية كنيسة الخضرة أثناء محاولة سكان أندروميدا التضييق على العبادات في الكنيسة، والمشاركة في التظاهرات التي أقيمت بهذا الخصوص من قبل إدارة الجمعية الأرثوذكسية، واستمرت هذه الحالة من التضامن المشترك بين الطوائف من خلال توحيد الجهود في قضايا عدة التظاهرات المشتركة ضد عنف الشرطة ،ويوم الأرض ،ومقاطعة جلسات الشرطة ،وقد تُوجت بإنطلاق ما بات يُعرف لاحقًا بالإئتلاف اليافي الذي ضم كل من الجمعية الخيرية الأرثوذكسية، والحركة الإسلامية الشمالية، الرابطة لرعاية شؤون عرب يافا، وقائمة يافا، واللجنة الشعبية للدفاع عن الأرض والمسكن "دارنا"، وحركة الشبيبة اليافية.
ولا يجادل منصف أن المدينة شهدت حالة من الإيجابية المتناهية التي رفعت مستوى الوعي الإجتماعي والسياسي بين أبناء الطوائف، والتنزه والترفع عن كافة الشوائب التي من شأنها تعكير أجواء بين الطائفتين الإسلامية والمسيحية.
ففي رمضان وتبادل موائد الإفطار، حيث دعت الحركة الإسلامية أعضاء من الجمعية الأرثوذكسية لمشاركتها في الإفطار الجماعي الذي أقيم في مسجد الجبلية، وبالمقابل قامت الجمعية الخيرية الأرثوذكسية بدعوة الحركة الإسلامية وأبناء المدينة من المسلمين لإفطار جماعي في رحاب كنيسة الخضر.
وهذه الصورة وغيرها التي التقطت بعدسة كاميرا موقع يافا 48 قبل ساعات فقط من إغتيال رئيس الجمعية الخيرية الأرثوذكسية السيد جابي قديس، وكانت آخر صور التلاحم المسيحي الإسلامي في يافا، ومشاركة قيادات في الجمعية الأرثوذكسية بصلاة الجمعة في مسجد محمد الفاتح تضامناً ونصرة لقضية الآذان.
وبلا أدنى شك فإن هذه الحالة تجسد تلاحماً ومنعطفاً إيجابياً لم تشهده المدينة منذ قرون، وقد اعترفت فيه كاة الأطر والاحزاب والصحف العبرية .وبالتالي تجسد حالة التلاحم والتقارب بين الطاوئف المسيحية والإسلامية إرث تتركه القيادات للأجيال القادمة، فهل ستستمر هذه الحالة من التلاحم بعد غياب رئيس الجمعية الخيرية الأرثوذكسية السيد جابي قديس عن مدينة يافا؟.
وهنا صور توضح التلاحم المسيحي الإسلامي في مدينة يافا
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]