لم تسقط التفاحة بعيداً عن الجذع. لم يكن لدى المحكمة المركزية في تل أبيب سوى أن تأمر بوقف الأعمال في المقبرة الاسلامية الاسعاف بيافا، ولا يهم ما هي الأسباب ولا يهم ما هي التداعيات، الا أن القاضي وعلى ما يبدو صُدم بصلابة الموقف اليافاوي، وايحاءات الأجهزة الأمنية بضرورة انهاء هذا الملف وفوراً.
إن المنطق السليم يدعو الى أن تتخذ البلدية القرار الصائب، فإن الشارع اليافيّ ليس أمامه سوى أن يبذل الغالي والنفيس لتحقيق أهدافه، فهو يعي جيداً أنه ينوب بدفاعه هذا عن مليار ونصف مسلم حول العالم، وأن كرامته لن تسمح له الا بأن يُحقق الهدف السامي ألا وهو أن ترفع البلدية يدها الظالمة عن مقبرة الاسعاف، ووقف هذا المشروع المشؤوم الذي سيُطارد بلعناته البلدية التي ما زالت مصممة على نبش عظام موتى المسلمين، وسيلعن كذلك هؤلاء المتقاعسين من بني جلدتنا، ممن لم نسمع منهم صيّحة ولا نبرة رفضاً لهذا المشروع الذي سيُطارد أهالي المدينة اذا ما حققت البلدية مشروعها في نبش عظام موتى المسلمين.
وبقوة صرخة الشارع اليافي، خرجت لتوها جرافات البلدية من أرض المقبرة، واقتُلعت من هناك البزات العسكرية، وبقيت هذه الصور لتُؤكد على صلابة الموقف اليافي وقوته، وقد تم وقف أعمال الحفر لحين المعركة القادمة، وأن هذا الهدوء حذر و قد تعقبه غارة... نعم أوقفت البلدية هذا المشروع لمدة شهر تقريباً، وهي بهذا الاعلان تدق ناقوس الخطر من خلاله تريد أن تقول لأهالي المدينة، إن هدفكم مشواره طويل وأن البلدية المتعنتة لن تؤول جهداً في أن تمضي نحو نبش عظام الموتى في المقبرة، وعليه فإن المواطنين في المدينة مطالبون بأن يدخروا الطاقات للمواجهة القادمة، وابتكار أساليب سلمية لإرغام رئيس البلدية المتعنّت التراجع عن موقفه.
فقط وحدها الارادة المحلية ستصفع رئيس البلدية صفعةً قاضيةً ليعيّ أن تعنته هذا سيخسر الكثير، فضلاً عن ما خسره من تراجع شعبيته في الأواسط اليافية، أعقبها انسحاب عضوين من الإئتلاف البلدي، تلاها تقارير أمنية تدعوه الى ايجاد حلٍ لهذه القضية، ورسائل تصله من قيادات سياسية في البلاد، كان آخرها رسائل أعضاء الكنيست ونائب وزير الداخلية، التي تدعوه أن يتوقف عن حماقته والاذعان الى قوة الشارع. وأي كان مصير هذه القضية، فإن الشارع اليافي يدخّر الكثير من المفاجآت التي سيباغت البلدية المتعنّتة، ويفاجئ ساسة الدولة وفي الأيام القليلة القادمة سيكتشف أهالي المدينة قوتهم، وأن قوتهم هذه حتماً ستتعاظم وستولد انفراجة شريطة أن تلتحم وحدتهم.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]