شاركت جموع غفيرة من أهالي مدينة يافا والمنطقة ظهر اليوم، في صلاة الجمعة الحاشدة التي أقيمت في حديقة الغزازوة بالمدينة، رفضاً لنبش عظام موتى المسلمين في مقبرة الاسعاف الاسلامية بمدينة يافا.
وقد كان خطيب الجمعة فضيلة الشيخ كمال خطيب الذي أكد على رفض المسملين على نبش عظام موتاهم في مقبرة الاسعاف بمدينة يافا، داعياً الى توحيد الصف لمواجهة هذا المخطط، قائلاً "ما يجري اليوم في يافا من اعتداء على مقبرة الاسعاف وتجريف القبور وتكسير العظام والجماجم، لا يختلف عما حصل في مقبرة مأمن الله، ولا عما حصل في مقبرة القسام، ولا عما يحصل في مقبرة صفد، وغيرها، وجميعها نالها من الأذى ما نال مقبرة الاسعاف".
ولفت خطيب إلى أن “القرآن الكريم تحدث عن كثير من الأمم الغابرة التي غرّتها قوتها ثم عبرت من التاريخ، وأن الله تعالى ذكرهم ليقول لنا إن هناك ناموسا اسمه التداول، فالقوي لن يبقى قويا إلى الأبد والضعيف لن يكون ضعيفا إلى الأبد”.
وأكد أنه لا حصانة لأحد أمام قانون التداول الرباني السماوي، وكما تفككت دول عظمى في العصر الحديث فإن الولايات المتحدة الطاغية في طريقها إلى التفكك كذلك في ظل الأحداث التي تعيشها وتبشر بذلك، منوها إلى أن كل دولة باطلة ستلقى هذا المصير.
وقال إن العالم الغربي والباطل الإسرائيلي تعامل مع شعبنا وفق منطق القوة فأعملوا فيه التهجير والتقتيل ومصادرة الأرض والسطو على المقدسات، وأضاف: “الإسرائيلي مثل اللص الوقح الذي يقتحم بيتا في غياب أهله ولما يرجعون يتنكر لحقوقهم ويسرقها، هم اليوم يريدوننا أن نرضى بالأمر الواقع، لا يريدون لنا أن نطالب بحقوقنا، ما يجري اليوم في يافا ومقبرة الإسعاف لا يختلف عمّا حصل في مقبرة مأمن الله أو مقبرة القسام وفي كل مقابرنا وقرانا ومدننا”.
وذكّر الشيخ كمال خطيب، المؤسسة الإسرائيلية في الكيفية التي تعامل بها العرب والمسلمون مع المقابر اليهودية المنتشرة في العالم العربي، في حين أنها تمارس مهنة نبش وتجريف قبور المسلمين، وقال “لو نظروا الى مقابرهم في بغداد والقاهرة وتونس وفي كل مكان سيجدون أن مقابرهم مصانة، ليس بفعل القانون بل لأن المسلم يحترم كرامة الانسان أيا كان، لكنكم تتعمدون تدمير مقابرنا فأي منطق هذا سوى منطق القوة والعربدة”.
وقال “لا تنسى أيها الباطل أن الصراع مع الحق لا ينتهي والأيام دول” محذرا من الركون إلى الإحباط واليأس والتشاؤم. مشدّدا “سنبقى حراسا لأقصانا وعقيدتنا وهويتنا فلا يأس ولا قنوت”.
وأردف خطيب قائلا: “هذه المرحلة ستنقضي إن شاء الله، وهذا الليل سيطلع فجره، قدركم يا أهلنا في يافا عظيم وهي التي ما عرفنا اسمها إلا مقترنا باسم القدس وأن تكون مساجدها مثل حسن بيك والنزهة والمسجد الكبير والعجمي، هي الأقرب إلى المسجد الأقصى المبارك، قدركم يا أهل يافا أن تكونوا الحراس الاوفياء للأقصى، تدافعون عن الهوية ليس عن الأموات فقط بل عن الاحياء، مقبرة الإسعاف ومسجد حسن بيك وكل معالم يافا تقول للظالم أنت الغريب لست أنا الغريب”.
وختم الشيخ كمال خطبته بالقول: “الصبر والثبات هو المطلوب في هذه المرحلة، التاريخ لا يذكر من يسبحون باتجاه التيار ومن يهرولون نحو التطبيع والذل والهوان، وإنما يذكر وينتصر لمن يواجهون الظلم بإرادة صلبة، فإذا دارت الأيام علينا لن ندور مع الدائرين سنقف مفعمين بالأمل أننا على أبواب فرج قريب وليل سيطلع صبحه وعلى أبواب باطل ستدور عليه الدوائر”.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]