في ذكرى مرور 12 سنة على رحيل الشيخ بسام أبوزيد، (05.07.2008) إمام المسجد الكبير، وشيخ يافا، ورجل الوحدة والمحبة.
في ذكرى مرور عقد على الرحيل لا زلت منغرساً في نفوسنا، نستذكرك يا شيخ بسام، والحزن يملأ قوبنا، والدموع تفيض من عيوننا، كيف لا؟، وانت جمعت بين جنبيك كل خصال الخير والمحبة، والتواضع والإنسانية، رغم مكانتك الدينية والعلمية السامية.
لقد بدأت حياتك التي هي مثال وقدوة للجميع، مكافحاً، تصنع لنفسك طريقاً بجهدك واجتهادك وعطائك الذي لا ينضب- ولا نزكي على الله أحداً، ليس لنفسك، بل لكل أهل بلدك. يستذكرك أهالي يافا جميعاً، وصوتك الذي كان يجلجل في كل البلاد، يخترق القلوب بمحبتك وحرصك على الجميع، فيصل إلى كل البلاد في جميع المدن والبلدات والقرى العربية في الداخل، وحتى في غزة والضفة الغربية، كانت خطبك تتردد بين أهلها.
لقد كان صوتك في كل مكان، - وخاصة يافا التي كانت منطلق حياتك الدعوية، رحمك الله يا شيخ بسام، يا رمز الوحدة والمحبة والتآخي، فأنت من أوائل خطباء يافا، يستذكرك اليوم الجميع كبارا وصغاراً، فصوتك لا يزال يطن في آذاننا، وكأنك أمامنا وأنت تصعد المنابر، وانت تصرخ بأعلى صوتك، وتقول بصوت مجلجل ( صوت الإسلام من يافا ).
لقد كنت محط قبول الجميع، وهم يستمعون إلى خطبك، ودعوتك التي كانت تصل إلى كل مكان، تخترق القلوب بالمحبة والعطاء، تتقدم كل الصفوف، يجمع عليك كل المجتمع اليافي، حتى لدى الطائفة المسيحية، لقد أحبوك، وكنت محط قلوبهم.. لكنها مسيرة الحياة، التي كتبها الله- تعالى، لكل بداية نهاية، وأي نهاية لشيخ يافا، وـنت تحمل هم دينك ليصل إلى كل بيت، وأنت تنثر المحبة في كل ركن.
ونحن نضع بين أيديكم، صور، تنشر للمرة الاولى، التقطتها بعدسة كاميرتي، لتنطق تلكم الصور، بمدى تأثر أهل البلد بفقدان إمام وشيخ يافا، وتظهر مدى المشاركة الواسعة من الجميع، كباراً وصغاراً من كل أركان المجتمع في هذا اليوم الذي خيم بحزنه على يافا وأكناف يافا في رحيل شيخ المحبة، كما إننا نترحم على كل الأموات الأحبة الذي يظهرون في هذه الصور، وقد فارقونا، ولم تفارقنا قلوبهم، فهم منزوعون فينا، تتجذرون في نفوسنا لا يغيبون عن مرأى عيوننا.
بعد عقد من رحيلك، السؤال، هنا يتبادر، هل ستبقى يافا ينتشر فيها المحبة والإخاء، وهل ستبقى موحدة بعد رحيلك؟، أيام صعبة تمر علينا، ولا نقول إلا ما يرضي الله- لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله
بقلم:
ابن يافا - أحمد عبد الفتاح مشهراوي.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]