مُخطئ من ظنّ يوماً أن المحكمة الاسرائيلية كانت ستُنصف اليافيين "السكان الأصليين" للمدينة، فهذه المحاكم التي لا يعوّل عليها أحداً، كانت وما زالت جزءً من الآلة الجهنمية التي تمارسها الدولة الاسرائيلية في تعاملها مع الأوقاف الاسلامية وهوية هذه الأرض، وأنه لا يجوز بحال أن يعوّل في هذه الفترة على قرارات المحكمة أو الحكومة، فسجلهم الأسود بنبش مقابر المسلمين أثبت وما زال أن قراراتهم هي جزء من تهويد هذه البلاد وأنها مؤسسة واحدة هدفها تصفية كل شيء يذكر بهوية الأرض.
وعليه فإن الحراك الشعبي السلمي لا بد له أن يتصاعد ويتعاظم بعد هذه الاستراحة، وأن يتنوع بتنوعات الابداع اليافي الذي أبهر الاعلام الاسرائيلي وأبهر الساسة في البلاد، وأزعج بصوت صرخات "الله أكبر" رأس هرم البلدية، وعلى أهالي المدينة أن يساهموا كل بدوره ومن موقعه بهذا الحراك الشعبي الذي تقوده الهيئة الاسلامية المنتخبة من خلال الفعاليات اليومية والأسبوعية، ومسار آخر هو المسار السياسي من قبل الساسة في البرلمان .
ومخطئ أيضاً من يعتقد بأن البلدية قد تتراجع يوماً عن مشروعها، رغم ان هناك يرى من داخل البلدية أن خولدائي وحده هو من يتحمل هذه التبعات، وانه صعد فعلياً الى أعلى فرع في الشجرة، ولن يسمح له كبريائه أن يتراجع قيد أُنملة عن مشروعه المشؤوم في بناء متجر ومأوى للمشردين على أنقاض مقبرة الاسعاف الاسلامية.
ومخطئ من ظن أن الحراك الماضي هو كفيل أن يغير المعادلة، ولابد أن يتم خوض المرحلة المقبلة والتي قد تكون مفصلية في تاريخ الصراع بين الحق والباطل، وبين الجمهور وهذه المؤسسة التي لم تراعي يوماً فينا الاّ ولا ذمة، فهي ماضية في انتهاك حرمة موتى المسلمين وانتهاك مشاعرهم ضاربة عرض الحائط كافة القوانين والأعراف الدولية.
ويتوجب على الأهالي في هذه المرحلة أن يستوعبوا الدرس الذي تعدّه البلدية في معركتها على الوعي العام، فضرورة الساعة تؤكد على ضرورة الالتفاف الجماهيري والتعاضد المحلي والقطري، الى جانب الدور الريادي الذي تلعبه الهيئة الاسلامية المنتخبة وعدم تركها لوحدها تخوض غمار هذه المعركة، حيث تستعد لشن هجوم مضاد على الوعي المحلي والوعي لدى الوسط اليهودي ايضاً، وأن الايام القليلة القادمة ستعكس لنا مصير هذه المقبرة ومصير التعامل بين أهالي المدينة وهذه البلدية.
ومخطئ أيضاً من يظن نفسه وبصمته وصمت بعض القيادات عما يجري في مقبرة الاسعاف الاسلامية، انما يساهم بصمته هذا في الحراك الشعبي وصوت الجمهور، لكنه لا يعلم للحظة أن بسكوته هذا يرجح دفّة البلدية على صوت الجماهير في المدينة .... ومخطئ من ظن يوماً أن للثلعب ديناً.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]