بالمنطق الذي بسببه تم اغلاق مدرسة الزهراء الابتدائية في مدينة يافا العام الدراسي الماضي، تُحاول بلدية تل أبيب تنفيذ مشروعها بإغلاق المؤسسات التعليمية الناطقة بالعربية في المدينة، وبمنطق قلة أعداد المنتسبين والمسجلين في مدرسة الزهراء، تم اغلاق هذه المؤسسة العريقة، وبذلك نجحت البلدية بالالتفاف على الأهالي واخماد لهيب الغضب الذي انتابهم، وسرعان ما أصبحت هذه الجريمة في خبر كان.
وبادعاء إنخفاض نسبة الولادة، فإن البلدية أعلنت عن نيتها اغلاق روضتين عربيتين في مدينة يافا دون سابق انذار، ودون علم الأهالي، وقد اتخذ القرار خلسةّ، ضاربةً عرض الحائط دعوات وصرخات الأهالي في المدينة، بافتتاح مزيد من الروضات واحداث ثورة تعليمية، وأن العالم المتحضر لا يعرف اغلاق المؤسسات التعليمية.
ومن يدري، لعل البلدية وإن سكت الأهالي عن هذا الاجراء، فإنها ستُعلن في السنة المقبلة عن اغلاق مدرسة عربية ابتدائية أخرى في المدينة، الأمر الذي حذرنا منه عبر عشرات المقالات التي نُشرت على صدر موقع يافا 48، وتطرقنا فيها الى هذه القرارات التي تهدف الى التضييق على السكان العرب وخاصة المؤسسات الناطقة بالعربية، وذلك بحجج انخفاض نسبة الولادة، وقلة أعداد المنتسبين فيها.
والسؤال هنا "من يضمن أن تستمر نسبة الولادة بالانخفاض في المدينة خلال الأعوام المقبلة؟، بالرغم من أن هذه النسبة ستستمر بالانخفاض طالما هنالك هجرة من يافا الى خارجها بحكم التضييق السكني، وهجرة عكسية الى داخل الاحياء العربية من قبل اليهود الجدد.
وفي حال ما نجحت البلدية بتنفيذ مخططها فإنها ستحقق الكثير من الأهداف، نسردها لكم:
1- دمج العرب في المؤسسات اليهودية محققة بذلك انصهار وانسلاخ الهوية العربية الفلسطينية.
2- تعزيز مكانة الروضات اليهودية في المدينة ودرّ الميزانيات الضخمة اليها، بحجة وجود فوارق لغوية وأعداد كبيرة من المنتسبين فيها.
3- تحجيم مكانة اللغة العربية كلغة رسميّة في مدينة يافا.
4- تقليل المصاريف المنفقة على الروضات العربية.
5- افتتاح المزيد من الروضات اليهودية في المدينة، بدعوى انها ناجحة وانها تحقق الاهداف ، والدليل انخراط الطلاب العرب فيها.
وسيراً مع هذا المخطط، فإن البلدية وللأسف الشديد، ستمضي نحو اغلاق روضتين عربيتين أو أكثر، وقريباً سنسمع عن اغلاق مدرسة ابتدائية، ولحين ظهور تلك المعلومات، فإن شبح اغلاق المؤسسات التعليمية العربية سيبقى حاضراً وبقوة، وستمضي البلدية بكل قوتها نحو اغلاق الروضتين، لا سيما وأن هناك من بني جلدتنا من ينفخ لمديرية التربية والتعليم بأن هذا القرار يصبّ في مصلحة التربية والتعليم بمدينة يافا.
ومما لا شك فيه، فإن السكوت عن هذا الاجراء سيؤدي الى اغلاق مدارس عربية ابتدائية أخرى في المدينة قريباً، وصمت الأهالي عن اجراءات البلدية يعني تعزيز هذه الفكرة لديها، ومنحها الضوء الأخضر نحو اغلاق مدارسنا العربية.
لذا يتوجب على الأهالي والنشطاء في هذه المرحلة، أن يستنهضوا الضمائر الحيّة، رافضين هذه الاجراءات التي تستهدف هوية المواطنين العرب وحاضرهم ومستقبلهم، وأن اللحظة تستدعي فتح مزيد من المدارس وخلق حالة من الثورة التعليمية التنافسية التي من شأنها أن تستنهض العملية التربوية برمّتها.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]