أسبوعان مرّا على وقوع أبشع حادثة قتل عاشتها مدينة يافا التي ما زالت تحاول بما اوتيت من قوة تحمل لملمة مصابها الجلل والبحث عن الأمن والإستقرار المفقودين، مأساة بكل المقاييس لا يُعرف لها أصل أو دافع سوى أنها فاجعة حلّت بهذه المدينة، وسيتم تذكرها في كل عام وقد أضحت ليلة عيد الميلاد مناسبة سوداء بسبب مقتل رئيس الجمعية الخيرية الأرثوذكسية السيد جابي قديس فيها.
وقد عقد إجتماع طارئ غداة وقوع الحادثة في النادي الأرثوذكسي في مدينة يافا، وهرع الصديق والخصم والقريب والبعيد، ومن له ومن عليه لحضور هذا الإجتماع ممثلاً عن مؤسسته، وأعلن الجميع رفضه القاطع والصارخ لهذه الجريمة النكراء التي راح ضحيتها أحد أبرز قيادات الطائفة الأرثوذكسية ومن قُدّر له أن يكون سبب إنعقاد هذا الإجتماع.
وبعد أكثر من ثلاث ساعات من الكلمات والخطابات التي تشجب وتستنكر الحادثة، خرج المجتمعون بجملة من القرارات بين بيان ومسيرة ومقارعة المؤسسات الحكومية، ومطالبة المؤسسات التربوية في المدينة بالدفع نحو مزيد من زرع روح المحبة والتسامح ونبذ العنف والتطرف لدى شريحة الشباب، ومن الحضور من دعا إلى إقامة تظاهرة، وآخر دعا إلى إقامة لجنة صلح ومقاطعة من كان سبباً للعنف في المدينة على مستوى الأفراد والجماعات وغيرها الكثير من القرارات ....!
وبالطبع كثيرة هي الأفكار التي طُرحت في هذا الإجتماع، حتى وصل بعضها إلى حد المبالغة والمغالاة في الطرح، لكن شيئاً عدا الحديث عن الجريمة في المدارس وخطب الجمعة والكنائس ومسيرة الشموع لم يحدث ...!، ومع تأكيدنا على لحمة الجسد اليافي بكافة أطيافه فإن هناك ضرورة باتت ملحّة بتبني خطوات جماعية تفي حالة الغليان والإحتقان أمام رفض المدينة القاطع لأعمال العنف وتبني تلك الأفكار المحمودة التي جاءت في قرارات الإجتماع الطارئ قبل أن تفقد القيادة اليافية ما تبقى لها من دعم وتأييد من قبل الجماهير.
فهل فترت حالة الغليان من منطلق اللامبالاة التي تعودنا عليها نحن سكان المدينة؟!، وهل إنعقاد الإجتماع الطارئ كان كمن يبحث عن التنفيس من روعه وغضبه؟!، هل ستعاود المؤسسات والأطر اليافية الإجتماع مرة أخرى لبحث سبل جديدة وعملية لتنفيذها؟!، هل نحن أمام مرحلة جديدة ننتظر إغتيال قيادي جديد؟!
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]