ما زالت آلة الحفر الخبيثة التابعة لبلدية تل أبيب تُدنّس مقبرة الاسعاف الاسلامية، وتنتهك حرمة الموتى فيها، ضاربةً عرض الحائط كافة الاحتجاجات والتظاهرات التي قام بها أهالي المدينة، مصّرة بذلك على المساس بمشاعر المسلمين في يافا وخارجها، وعلى ما يبدو أن مسلسل الاحتجاجات لن يثني البلدية من أن تفكر بالوصول الى طاولة المفاوضات وتتحاور مع اليافيين للخروج من هذه الأزمة، وهي عازمة كل العزم على اتمام مشروعها المشؤوم على أنقاض المقبرة.
ولا يُعرف حتى اللحظة ما إذا كانت القيادة اليافية قد استنفذت كافة الاجراءات والاحتجاجات ضد مخطط البلدية، وهل ستستمر الاحتجاجات بوتيرتها المتصاعدة، أم أن المجتمع قد أرهقته تلك الاحتجاجات وبدأ يستسلم للأمر الواقع الذي فرضته البلدية بحماية الشرطة، وهو ما ستكشفه الخطوات التي سنراها في الأيام القليلة القادمة.
ويرى بعض المتابعين أن القيادة اليافية قد انتابها فتور، وهذا الفتور اشارة على ما يبدو للاستسلام للأمر الواقع، والخضوع لإرادة البلدية، وأننا سنرى في الأيام القريبة تدشين المشروع رسمياً على أنقاض هذا الوقف الاسلامي، سيما وأن بعض القيادة لم تتفوّه ولا ببنت شفه ازاء تعنّت البلدية، كما وكان هناك غياب كامل لدور بعض القيادات التي أصمّت آذانها وعمّت عيونها عما يجري وما يزال في ارض الوقف الاسلامي.
واعتبر البعض أن قرار المحكمة العليا الصادر يوم الخميس الماضي، كان مجرد ذرّ للرماد في العيون، وهو ضوء أخضر للبلدية لتسريع وتنشيط عملها، سيما وأن القرار نصّ على وقف الأعمال في أماكن القبور وليس في المقبرة بأكملها.
يشار الى أن جرافات البلدية باشرت العمل من جديد داخل أرض المقبرة، وقد شوهدت آلياتها تقوم بإجراء حفر عميقة لوضع أساسات المبنى الذي سيحوي على متجر ومأوى لإيواء المشردين.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]