بعث السيد عبد القادر سطل رسالة مواساة وتضامن للأسير اليافي الأمني حافظ القندس عبر موقع يافا 48 جاء فيها "
آمل أن تصلكم رسالتي هذه عبر موقع يافا 48 وانتم بصحة وعافية. وأعلم أن عدد الكلمات في رسالتي لن تكفي لأبوح بما في صدري ولكن كان لا بد من أن تعرف أننا ورغم خيبة أملنا من عدم إطلاق سراحك مع نهاية المدة إلا أننا ننتظرك ونحن نقف خلف أم حافظ وهي الأحق برؤيتك وحضنك كما ولو كنت طفلا صغيرا .
ويقول الله عز وجل "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم" صدق الله العظيم، أو كما قال النبي يوسف عليه السلام "السجن أحب إلي مما يدعونني إليه"، وانت اليوم تقضي أكثر من 24 سنة في سجن الحرية وانت حر طليق وهناك العشرات بل المئات من أبناء يافا سجناء في افكارهم وتصرفاتهم حكمواعلى انفسهم بالسجن وهم طلقاء.
الإنسان هو الذي يصنع المكان وليس العكس، فإن شئت جعلت من زنزانتك قصراً مُنيفاً رغم أنف السجان، وجعلته صومعتك أو مجرد مكان تعلم أنه لاحقا سيصبح ذكرى وأن أصوات سلاسل الحديد ستتحول إلى صوت آذان أو أجراسٌ تقرع، وإن غدا لناظره لقريب.
أعلم أنك تعرف كل صغيرة وكبيرة في يافا وتعرف أننا نعيش هذه الأيام ظروف صعبة وعصيبة، وأننا نلملم جراحنا بعد مقتل ابو الأنيس وأن العنف المستشري بيننا أمسى من نقاط ضعفنا وتفككنا، ولكن عليك ان تعلم يا أخي الكريم أن القيد سينكسر والليل سينجلي ولا بد من فجرٍ جديد ومستقبل مديد وأن تعود إلينا لنفتخ معا مدرسة للحرية نعلم أبنائنا المعاني الحقيقية لها، وأن العهد باق والتمسك بالهوية هو شرف كبير وأن الكلمات تعجز عن وصف المشاعر والأحاسيس تجاه أمك.
أم حافظ هي قصة بحد ذاتها وقد زرتها عدة مرات فرأيت البسمة ترتسم على شفتيها لأنها تعلم أكثر من كل شخص فينا أنك عائد وأن اللقاء قريب مهما بعد وأن شارع النزهة ستعود بهجته بحضورك من جديد.
واسمح لي يا أخي أن اعتذر باسمي وباسم اخواني على التقصير، فربما نستطيع ان نعوضك بعضا من تقصيرنا بعد خروجك من السجن فهذا واجب على كل يافاوي في شتى بقاع الأرض،
ونحن كما قال الشاعر أخوة في الله يجمعنا هذا الوطن وما أغلاه من وطن.
أخوكم ابو ايمن
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]