كتب السيد أحمد مشهراوي "
في العام (1985) تحقق حلم العودة باللقاء الأول للأشقاء الثلاثة في باريس بأغنية (ليلة وداع)
كم هو الأمر صعب معرفة أن لديك عمًا هو آخر من بقي على قيد الحياة ولا يمكنك زيارته، عمي أبو سامي- أحمد سليم المشهراوي أحد الذين دفعوا ثمنا باهظا للهجرة والتشريد عقب النكبة عام 1948 وبطريقته الخاصة، ويعاني حاليا أزمة صحية قاسية وحالته حرجة ألزمته قسم العناية المركزة في المستشفى في مدينة حماة السورية (مكان لجوئه وإقامته منذ النكبة والرحيل).
وقد أخبرت بالأمس القريب أنه أصيب بجلطة حادة وأن صحته في تدهور مستمر... وأن عائلته بأكملها حوله في حالة بؤس وخوف شديد على صحته التي تسوء يوما بعد يوم... وأدعو الله تعالى أن يمنَّ عليه بالشفاء العاجل ويمنحه الصحة والعافية ونتمكن من رؤيته وأفراد العائلة جميعهم قريبا، وأن يعيده الله إلى أسرته ومحبيه سالما غانما مشافى معافى... فكم هو صعب وقاس أنك لا تستطيع أن تكون إلى جانب أقرب أفراد أسرتك إليك وقت الشدائد والمحن، وإلى متى سنستمر نحن الفلسطينيين في دفع ثمن البعد والتهجير والتشريد؟؟
لقاء الأشقاء
فمنذ نكبة عام 1948، وما تبعها من تهجير وتشريد للأسر والعائلات الفلسطينية من العديد من المدن والقرى الممتدة على طول الساحل الفلسطيني لفلسطين التاريخية، وقد هام الناس على وجوههم في المنافي والفيافي والأصقاع، تحقق حلم اللقاء والتعارف في مدينة الأنوار العاصمة الفرنسية باريس عام 1985، مع أن الحلم كان يحدوهم باللقاء على تراب يافا العزيزة وبين أزقتها وحاراتها وأحيائها، وكأنهم غريبون عن بعضهم، لكن رائحة النَفَسِ التي كانت تجمعهم أيام الطفولة البريئة، هي التي جذبتهم عند الكبر، إنهما الاشقاء والدي المرحوم عبد الفتاح سليم المشهراوي (أبو سليم) وشقيقه (عمي) أحمد سليم المشهراوي (أبو سامي) وشقيقه الثالث عمي سعيد سليم المشهراوي (أبو صالح) وكأن حلم العودة ولم الشمل قد تحقق، وكانت الفرحة...
فقد كان لوالدي الراحل عبد الفتاح: خمسة أشقاء، هم، فوزي وصبحي وأحمد وسعيد وعيد، وعندما اندلعت حرب 48، شردت العائلة من يافا بأكملها (كما بقية العائلات والأسر الفلسطينية) واستقرت في مدينة حماة السورية، وبقي في فلسطين اثنان، هما: والدي الذي كان قد أصيب بجروح بليغة ودخل المستشفى الفرنسي في يافا وشقيقه (عمي) سعيد (أبو صالح). ومنذ حوالي 37 عامًا لم يتمكن والدي من رؤية والدته وإخوته الأربعة (أعمامي) وبقية أفراد الأسرة...
لقاء الأشقاء في باريس
ففي أثناء إقامتي للدراسة في باريس عام 1985 وبتدخل من وزارة الخارجية الفرنسية، تمكنت من ترتيب لقاء بين أبي وشقيقيه سعيد وأحمد وقضينا معا أسبوعا لن أنساه في فرنسا كان مليئا بالإثارة والفرح وعودة الذكريات الجميلة مع الكثير من دموع الفرح تارة والحزن تارة أخرى وما تخللها من الضحك والبكاء وسرد القصص. وبينما كنت أقود سيارتي برفقتهم الثلاثة في شوارع باريس، استمروا في الغناء والبكاء والضحك. وكانت الأغنية المفضلة لثلاثتهم "ليلة وداع". حتى اضطر كل منهم إلى العودة إلى مكان إقامته وأفراد أسرته.
لقاء العائلة في مدينة حماة السورية
وفي كانون الأول من العام 2000 وبمساعدة من عضو الكنيست السابق عزمي بشارة، سُمح لوالدي بالانضمام إلى وفد من فلسطينيي الداخل بزيارة سوريا، وتمكن والدي المرحوم عبد الفتاح بعد 52 عامًا من مقابلة عائلته الكبيرة على الرغم من أن صحة والدي كانت صعبة للغاية، إلا أنه كان سعيدًا جدًا بلقاء عائلته الكبيرة مرة أخرى. وبعد حوالي عام من عودته توفي والدي- رحمه الله - في العام 2003.
وأخيرا... عمي الحبيب (أبو سامي) انت الذي اشتم فيك رائحة عبقة من والدي المرحوم وبقية أعمامي. ادعو الله لك بالشفاء العاجل والقريب وان يمنَّ عليك بالصحة والعافية والمعافاة التامة وجلاء المرض والألم وعودتك الى حياتك الطبيعية السابقة الممزوجة برائحة برتقال يافا وبيارتها ومياه بحرها كما ادعوه سبحانه وتعالى ان يجمعنا بلقاء قريب جميل نتداول فيه حديث الشوق والاشتياق ،، وتحياتي واسرتي الصغيرة لك ولأسرتك الجميلة في حماة السورية مع دعواتنا لكم جميعا بتحقيق حلم العودة القريب بإذن الله مع بقية أبناء شعبنا من أماكن اللجوء الى ارض الوطن..
اخوتي واصدقائي الأحبة الأعزاء، فضلا وليس امرا... دعواتكم لعمي الحبيب (أبو سامي) بالشفاء".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]