يافا: مخيم محرومي السكن في المدينة في طريقه إلى الإختفاء

انتقلت يوم أمس الأربعاء عائلة أبو شميس التي كانت تسكن مخيم محرومي السكن في يافا منذ أشهر الصيف الماضي إلى بيتها الجديد المستأجر والكائن في شارع ييفت جنوب المدينة.

وكانت ربة العائلة السيدة وفاء أبو شميس التي أقامت أول خيمة إعتصام في يافا بداية صيف 2011 رفضت في السابق أي اقتراحات لإخلاء المخيم واشترطت ذلك بأن تجد الجهات المسئولة وبالأخص بلدية تل أبيب - يافا وشركة حلاميش حلاً لمشكلة السكن التي تعاني منها عائلتها.

وقد سكن في مخيم محرومي السكن في يافا بالإضافة لعائلة أبو شميس حوالي 22 عائلة منذ الصيف الماضي بالتزامن مع اندلاع الاحتجاجات الاجتماعية، وسبق انتقال عائلة أبو شميس من المخيم عدة جلسات في البلدية ووزارة الرفاهة الاجتماعي تمخضت في النهاية عن اتخاذ قرار بدفع تعويض مقابل الإخلاء بواقع 10000 شيكل تقريبا لكل عائلة تقبل الإخلاء بمحض إرادتها وحوالي 6000 شيكل لكل شخص أعزب شريطة أن يعرض الشخص الذي يرغب في الإخلاء عقد إيجار بيت، إلى جانب ذلك اشترطت البلدية ووزارة الرفاهة أن يشمل دفع تعويض الإخلاء العائلات التي سكنت المخيم منذ 11/10/2011 فقط .

ودعمت المؤسسات اليافية نضال سكان المخيم منذ البداية وشاركت في الجلسات والاجتماعات التي دارت حول هذا الموضوع سواء في البلدية أو مع جهات أخرى.

هذا وقام عضو المجلس البلدي السيد أحمد مشهراوي مؤخرا بتركيز متابعة قضية العائلات التي بقيت في المخيم أمام ديوان رئيس البلدية وشركة حلميش، حيث تم التوصل بناء على اقتراح مشهراوي بتمويل أجرة سكن لعائلة أبو شميس لمدة عامين بواقع 3000 شيكل شهريا ستتقاسمه البلدية ووزارة الإسكان وصندوق خاص تجند لدعم هذا الحل. لقد قبلت السيدة وفاء أبو شميس خلال الجلسة التي عقدت في 9/01/2012 لدي مدير مكتب الرفاهة في يافا السيد يشاي ميلر وبحضور طواقم مهنية وعائلة أبو شميس وعضو المجلس البلدي قي بلدية تل أبيب –يافا العرض الذي عرض عليها حيث تسلمت العائلة بتاريخ 22/1/2012 المبالغ التي وعدت بها وبهذا يكون قد انتهى النضال الذي قادته السيدة وفاء أبو شميس وتضمن الإضراب عن الطعام لمدة 11 يوما.

يشار إلى أن أغلب العائلات التي بقيت في المخيم قد وقعت على اتفاقية لتسلم تعويضات مقابل الإخلاء وستتسلم في بداية الأسبوع المبلغ التي وعدت به، ومع ذلك ستبقى عائلتين في المخيم لعدم تواجدها عند زيارة مندوبو وزارة الرفاهة للمخيم، وتجري في هذه الأيام مفاوضات بمشاركة عضو المجلس البلدي مشهراوي مع ديوان رئيس البلدية لإيجاد حل مناسب يمكن من الحصول على مساعدات تمويل أجرة مسكن لكي تتمكن العائلات من لانتقال إلى بيوت مستأجرة.

ومن جانبها شكرت السيدة أبو شميس جميع من دعموا، ساهموا، وساعدوا في هذا النضال الذي استمر 6 شهور من أجل إيجاد حل لمشكلة السكن والحصول على سكن من الدولة.

وعقب مشهراوي قائلاً: " تعتبر الضائقة السكنية في يافا ضائقة حقيقية ومؤلمة، في الحقيقة تعتبر مشكلة السيدة أبو شميس مشكلة صعبة لكنها ليست هي الوحيدة في يافا فهناك مئات الحالات التي لا تقل صعوبة عنها لكن الفرق بين الحالتين هو أن ليس جميع العائلات على استعداد للسكن في الخيام. بالنسبة لي كان من الضروري الوصول الى حلول بالنسبة للعائلات في المخيم من خلال التفاوض والحوار قبل وصول الشتاء. أعتقد أن للمؤسسات اليافية والكثير من النشطاء كانت وقفة مشرفة في كل ما يخص مخيم محرومي السكن. ولا شك اننا وصلنا رسالة ايضاً لمؤسسة البلدية والوزارات المختصة انه بالأمكان الوصول الى حلول فقط من خلال الحوار".