في إطار مساعي موقع يافا 48 بالتعرّف على تاريخ المدينة وماضيها، عبر نشر الصور التاريخية القديمة للمدينة، نشرت صفحتنا على فيسبوك صورة لأحد الشيوخ وطلبنا مساعدة الجمهور في توثيقها، لنكتشف أن صاحب الصورة هو مفتي يافا الشيخ توفيق عبد الله الدجاني.
وتماما كما الأحجية، فقد حصلنا على معلومات قيّمة وصور اضافية لمفتي يافا الشيخ توفيق الدجاني وأبنائه، نضعها بين أيديكم ..
وُلد الشيخ توفيق عبد الله الدجاني في عام 1870 في مدينة يافا، وكان والده من كبار العلماء، إلا أنه توفي حين كان توفيق صغيراً، فأخذ علومه عن أخيه الشيخ سعيد الدجاني الذي كان عالماً وشاعراً وفقيها، ثم أتمّ دراسته في الأزهر الشريف بالقاهرة، وحين عاد من مصر الى يافا عمل في المحاماة، ثم عيّن رئيساً لدائرة المعارف في مدينة يافا.
في عام 1916 أبعدته الحكومة التركية الى الأناضول، وقد اصطحب معه مكتبته الكبيرة الى منفاه في (قره جه بك) وهي بلدية صغيرة في ولاية بورسنة، ثم انتقل الى قوينه حتى نهاية الحرب العالمية الأولى في عام 1918، فعاد الى يافا.
ساهم الشيخ توفيق الدجاني في دعم الثورة العربية، ومن ثم الثورة السورية، وثورة الأمير محمد عبد الكريم الخطابي في الريف المغربي، عُرف الدجاني بشهامته وكرمه الأصيل فكان بيته لكل غريب وقريب، وفيه أقام الأستاذ عبد الله النديم حين قدومه إلى يافا. كما عرف عنه نظم الشعر، وعنايته الخاصة بالكتب، فتكونت لديه مكتبة زاهرة بشتى الموضوعات.
شغل الشيخ توفيق الدجاني منصب مفتي يافا حتى عام 1937 حين عزله الانجليز من منصبه، في الوقت ذاته عزلوا المفتي الأكبر الحاج أمين الحسيني مفتي القدس، والشيخ محمد مراد مفتي حيفا، وكان ذلك بسبب رفضهم التعاون معهم، وبالرغم من ذلك بقي أهالي مدينة يافا يعتبرون الشيخ توفيق مفتياً لهم وكان على رأس عمله، ويعتبر رابع مفتي على التوالي من عائلة الدجاني في مدينة يافا.
وخلال نكبة عام 1948 نزح الشيخ توفيق من مدينة يافا الى شرقي الأردن، حيث أقام فيها حتى وفاته عام 1958.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]