تماشياً مع جوقة التحريض المبرمجة التي تقودها مجموعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي طالت لتصل شكاويها الى البلدية على مدار أسابيع من التحريض المستمر على دجاجات مدينة يافا، بدعوى أنها تُقلق مضاجعهم على حسب وصفهم، حيث نجحت هذه المجموعات الضاغطة باقناع البلدية بأن تُعلن حربها وتُطلق حملتها الرعناء لملاحقة الدجاجات والديوك في المدينة. وذلك بحجة أنها مصدر ازعاج وتخرق الهدوء وتُزعج النيام.
وبعد هذه الحملة أصبحت المئات من دجاجات مدينة يافا تحت رحمة وملاحقة مفتشي البلدية، حيث يُتوقع في الأيام القليلة القادمة أن نشاهد عمليات مطاردة فريدة من نوعها فيها إرضاء للغرباء ممن استوطنوا يافا حديثاً محاولين العبث في طابعها، هذه المجموعات ترى في دجاج مدينة يافا مصدراً للقلق في الليل والنهار. وقد أضحت هذه الطيور الوديعة في مرمى التحريض الأعمى.
وقد انضم الاعلام العبري لهذه الجوقة، حيث وجدت العديد من المحطات والمواقع العبرية ضالتها في متابعة هذه القضية وتداولها في الاعلام، وشوهد عدد من الاعلاميين يتناولون القضية ويأخذون رأي السكان، وقد تركوا كل قضايا يافا وتمسكوا بقضية الدجاجات، وهو الأمر الذي سيشكل ضغطاً اضافياً على بلدية تل ابيب لتنفيذ وعيدها وتهديدها في ملاحقة هذه المخلوقات الوديعة التي أصبحت جزءً من المشهد اليافي، وجزءً من رونق المدينة وتقاليدها على مدار السنين.
ولم يجد الاعلام العبري بداً له سوى أن يُمارس ضغطه في متابعة هذه القضية داعما لأبواق النشاز مؤيداً لشذّاذ الأفاق يملوا على المدينة أجندتهم الغربية وإرادتهم الجوفاء ظانين أن يافا ملهى لأكل الحمص والكنافة والاستمتاع فقط.
هذه المجموعات من اليهود الجدد الذين زُجّ بهم في أحياء المدينة طالبوا سابقاً بضرورة اسكات صوت الأذان، ضاربين عرض الحائط طبيعة هذه المدينة وعادات وتقاليد سكانها الأصليين، متنكرين بذلك كل الأعراف وحقوق المحليين وقد تنكروا لمصادر الازعاج الأخرى في المدينة، ولم يتطرق اعلامهم المنافق الى أصوات أزيز الرصاص المتناثر بين الفينة والأخرى، ولم يهزهم الضجيج الصادر عن الثورة المعمارية في ساعات الصباح الأولى، والحفريات في شوارع المدينة وغيرها من وسائل الازعاج كحدائق الكلاب المبعثرة هنا وهناك والروائح المقززة التي تُخلفها تلك الكلاب في حارات يافا.
وقد أفرغوا سمهم في نقنقات دجاجات وصيّحات ديوك الفجر، تبا لمثل هذا الإعلام الذي يتناول عداء الشذّاذ لصيحات الديوك وتعساً لهؤلاء السكّان وقد تنكروا لقضايا سكان المدينة وصراعهم في العيش.
وقد صدق أحمد شوقي حيث قال "برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظين ... فمشى في الأرض يهدي ويسب الماكرين".
وليأخذوا أرضنا .. وليأخذوا سماءنا .. وليأخذوا أملنا في العيش .. ولتبقى دجاجاتنا بلا ديك ..
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]