ما زالت بلدية تل أبيب ماضية نحو تنفيذ مشروعها على أرض مقبرة الاسعاف الاسلامية في مدينة يافا، ضاربةً عرض الحائط عامين ونصف من النضال الجماهيري الذي كان هو الأعنف والأشرس في مواجهة مخططات البلدية التي استهدفت شأفة المسلمين ومقدساتهم، عبر نبشها عظام موتى المسلمين وانتهاك حرمة المقبرة.
وقد انتهت البلدية خلال الأيام الماضية من تشييد كامل الهيكل الخارجي للمبنى الذي سيُخصص لايواء المشردين، كما تم تشييد الطابق الثالث ضمن المشروع الذي يسير على قدم وساق دون أي تشويش أو صوت يعلو ليصعق آذاناً صماء في بلدية تل ابيب.
ومن المعلوم لدى الجميع أنه ومنذ اليوم الأول أن بلدية تل ابيب ماضية نحو تنفيذ رؤيتها ومشروعها على أرض مقبرة الاسعاف مهما كلفها ذلك من ثمن، وقد درّت عشرات الملايين من الشواقل لتنفيذ رؤيتها دون حسيب أو رقيب، او تشويش من هنا أو هناك، وبذلك يتم طيّ أكثر من عامين ونصف من الاحتجاج والتداول في أروقة المحاكم الاسرائيلية التي لم تُنصفنا يوماً من الأيام.
وما لا يمكن أن نتجاهله، كيف لبلدية مثل بلدية تل أبيب أن تكون عازمة بكل جبروتها لإقامة مشروع لايواء المشردين على أرض مقبرة الاسعاف؟، وكيف لمدينة بأكملها أن تسكت أمام هذا الاجرام بحق القبور وبحق رفات موتى المسلمين؟.
وأين تبخرت كل تلك الاحتجاجات التي أخذت تتصاعد، ولم تتمكن من ارغام بلدية تل ابيب لوقف هذا المشروع المشؤوم على أرض المقبرة؟، وكيف تراجعت الاحتجاجات أمام عدالة هذه القضية؟، ولماذا تسكت المدينة أمام هذا الصلف؟، وكيف لمدينة صمدت أمام هذه القضية لأكثر من عامين ونصف لم تُحسن ادارة الصراع رغم كل المكتسبات التي جنتها لتكون رافعة لقضايا المدينة تُحقق من خلالها مطالبها العادلة.
ولماذا لم تُستثمر كل تلك الجهود التي بذلها أهالي المدينة من تضحيات ونضالات تخللها تظاهرات واغلاق شوارع واعتقالات ومسيرات وغيرها على مدار عامين، كرافعة لتحقيق مكاسب في هذه القضية؟، حيث أن سكوت الشارع اليافي منح البلدية ضوءً أخضراً نحو تحقيق مآربها ومآرب أخرى، وذلك اذا ما انتهج المواطنون نفس الأسلوب في صراع المدينة بين الحق والباطل، وعلى المدينة أن تستفيد من هذه التجربة وتُحسن إدارة الملفات المصيرية وألا تقود الشارع الى مجهول دون أن تُحقق الجماهير اليافية أدنى مطالبها، فلا بد للحراك الجماهيري في آخر المطاف أن يعقبه خطوات سياسية.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]