يتساءل المواطنون في مدينة يافا حول دور الشرطة والمهمة الموكلّة اليها، وهل فعلاً تقوم بأداء واجبها الحقيقي في بسط الأمن والأمان في المدينة؟، أم تعمل على اثارة غضب الشبان واستفزازهم.
وقد وثقّت كاميرات المواطنين العديد من الاعتداءات والاستفزازات التي قام بها رجال الشرطة في المدينة خلال الأيام القليلة الماضية، ابتداءً من قيام أحد رجالها بإطلاق عيار مطاطي أصاب وجه الريّس ابراهيم السوري دون أي سبب، ومقطع فيديو آخر يُظهر قيام رجال الشرطة بسحب مفاتيح الدراجات النارية من الشبان في شوارع المدينة.
وفي مقطع آخر يُوضح استفزازات الشرطة، يقوم أحد الشرطيين بدفع متظاهرة مسالمة خلال تظاهرة، بالرغم من أن الفتاة أفسحت له المجال ليسير بعيداً عنها، وهو نفس الشرطي الذي تساءل المواطنين حول أسباب تواجده في مدينة يافا ودوره في استفزاز الشبان واثارة غضبهم، حيث تم التقاط صوراً له وهو يسير بشكل متعجرف واستفزازي في شوارع المدينة، وظهر في تسجيلات أخرى وهو يتقمّص شخصية مستوطن في محاولة منه لاستفزاز شباب المدينة والاعتداء عليهم واعتقالهم.
هذا وفي مشاهد أخرى وثقتها كاميرات المراقبة، قامت قوات كبيرة من الشرطة باقتحام بيوت الآمنين والاعتداء عليهم بالضرب دون ايضاح الأسباب، ومن ثم تنسحب من المكان دون تنفيذ أي اعتقال.
ووفق هذه الصور والأدلة الدامغة، يثبت تورّط الشرطة في بعض الأحيان بمبادرتها لاستفزاز المواطنين، والتسبب بالاعتداء عليهم، ودورها في الأيام الأخيرة يضع الكثير من علامات الاستفهام في الفوضى الخلاقة التي شهدناها في كل من يافا، اللد والرملة ومناطق أخرى، بجانب دورها في مساندة المستوطنين على حساب الأمن الشخصي للمواطنين العرب، بالاضافة لدورها في منع المستوطنين بالمبادرة للاعتداءات، وقد وُثقّت العديد من الشهادات في اللد والرملة، حيث قال نشطاء أنه لولا تدخل الشرطة لما كانت هناك أحداث عنف في المدن المذكورة.
وعلى ما يبدو أن الشرطة تتعامل بسياسة الكيل بمكيالين تجاه المواطنين العرب، في حين لم نرى مثل هذا التعامل والاستفزازات مع المستوطنين واليهود، ولعل تصرفات الشرطة تلك نتجت بغطاء ودعم سياسي من وزير الأمن الداخلي "اوحانا" الذي دعا لاطلاق سراح المستوطن قاتل الشاب موسى حسونة في مدينة اللد.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]