ما زالت مجموعات يهودية محسوبة على ما يُسمى التيار الديني القومي في مدينة يافا، تعمل على عرقلة مشروع البلدية الذي أطلقته مؤخراً تحت عنوان "سكن في متناول اليد - شقة بسعر مخفّض"، والذي من خلاله سيتم منح المواطنين العرب شققاً سكنية بسعر مخفّض عن سعر السوق المحلي، حيث أن المشروع يعتبر نقطة في بحر، ولا يفي بالمطلوب لحلحلة ضائقة السكن التي تعاني منها يافا منذ عشرات السنوات، إلا أن تلك المجموعات اليهودية وعبر أعضاء الكنيست المحسوبين على التيار الديني المتطرف والقومي وبدعم من جمعية بئمونا الاستيطانية ما زالوا يحاولون عرقلة المشروع بشتى الوسائل، وتم تقديم التماس الى المحكمة العليا ضد البلدية بحجة عدم قانونية المشروع.
ومن جانبها دعت جمعية بئمونا الاستيطانية جمهورها اليهودي في مدينة يافا الى الاسراع والتسجيل في القرعة والتنافس بقوّة للحصول على الشقق السكنية التي سيقدمها المشروع للمواطنين العرب في المدينة، وحسب ما قال مدير عام الجمعية الاستيطانية أن خطوة البلدية تعتبر اعترافاً ضمنياً بالنكبة، وأن المشروع من شأنه تفضيل مجموعة على أخرى داخل المجتمع، في اشارة أن البلدية تُفضل العرب على اليهود.
وعليه فإن من يفكر أن معركة الوجود في مدينة يافا قد انتهت يكون واهماً، بل على العكس فإن المعركة أصبحت تأخذ مناحٍ مختلفة، وأن الصراع على الهوية بات صراعاً في مراحل متقدمة جداً، وما زالت جهات محسوبة على التيار القومي الاستيطاني تُحاول بشتى الطرق التكتّل والتجمّع بهدف فرض مزيد من التملّك والسيطرة، ويتوقع أن تسمع مدينة يافا قريباً عن صفقات ضخمة من خلالها تنجح جهات استيطانية بتملّك عقارات حيوية جداً في المدينة، وأن الهبّة الجماهيرية العادلة في يافا مع شديد الأسف لم تكن بالمستوى الذي يضمن استمرارها وتحصيل حقوق للأهالي والحفاظ على وجودهم في هذه المدينة، وعرقلة المساعي الاستيطانية التي يُتوقع أن تتصاعد في الفترة المقبلة تحت أشعة الرادار.
وفي المقابل فإن حالة التشرذم ستُساهم بمزيد من تخدير المجتمع العربي في يافا، ليصحو من ثبات آخر على موجة من ردات الفعل، دون اتخاذ خطوات عملية لمواجهة هذا الاستيطان والحفاظ على الهوية والوجود العربي في المدينة.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]