ألقى فضيلة الشيخ سليمان سطل رئيس الحركة الإسلامية في مدينة يافا خطبة صلاة اليوم الجمعة من على منبر مسجد النزهة في المدينة، حيث تطرق في خطبته إلى الغدر والخيانة وأشكالها، كما وتحدث عن بعض صفات الغادرين وحثّ الناس على حفظ الأمانة.
وقال الشيخ سليمان خلال خطبته "تحدث الخالق سبحانه عن الخيانة والخائنيين ونهانا عن اتباعهم والتشبه بهم وقال "يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وانتم تعلمون"، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الغدر والخيانة صفة من صفات المنافقين وكما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان "أربع من كن فيه كان منافقا خالصاً. ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا اؤتمن خان ، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر" فالغادر منافق والعياذ بالله كما بيّن الحديث، كما أن الغادر خصمه يوم القيامة رب العالمين، قال الله تعالى في الحديث القدسي "ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِهِ أَجْرَهُ".
وأضاف فضيلته "هذه بعض صفات الغادرين وقد نراهم في زماننا بكل أشكالهم وألوانهم، أما على مستوى الأفراد فالخيانة الأسرية والزوجية والخيانات بين الناس وغدر الأصحاب لبعضهم هي ظاهرة خطيرة لابد أن نحذرها، بحيث يضع بعضهم بعضاً من الحبوب في الشراب أو في الشاي أو في غيره، فإذا شربها من شربها فقد أصيب بالجنون واختل عقله، كم من شبابنا اليوم يعالجون في مستشفى المجانين، كم من شبابنا تعرضوا لهذا الغدر اللئيم الذي يقضي على حياته ومستقبله وأسرته، لذا أوجه نداءً إلى أبنائنا أن يكونوا حذرين كل الحذر فالأمانة ضاعت في زماننا، أصبحت تخاف شرب القهوة أو الشاي بسبب ضياع الأمانة، فالغدر أيها الأخوة صفة ذميمة يراد منها هلاك الآخرين واذلالهم والقضاء عليهم، وإني أخشى ما أخشاه كما قلت بالأمس بعض الأخوة نحن نطالب ببناء المدارس والمساجد، اخشا ما اخشاه بأن يأتي يوم نطالب فيه ببناء مستشفى للمجانين، العشرات من الشباب تعرضوا لمثل هذا فأصبحوا يهلوسون ويتكلمون بكلام يخرج عن وعيهم وإدراكهم، وهذا أمر جد خطير ولا بد منا الحذر".
وأردف " وكما يفعل جيش بشار المغضوب يضربون الناس ويهينونهم ويأمرونهم بالسجود لصورة الهالك بشار ليقولوا لا إله إلا بشار!، وكتبوا على المساجد لا معبود إلا بشار!، المساجد التي هُدمت بسبب الغدر والخيانة من هؤلاء الفاسدين من العلويين والبعثيين أعداء الإسلام وأعداء الدين، المساجد في بلاد الشام لم تمنع فيها الصلاة إلا مرتين، مرة في زمن هولاكو، والثانية في زمن حافظ الأسد وابنه بشار عليهما من الله ما يستحقان، فهذا غدر الزعماء والقادة، فلولا غدرهم لما ضاعت البلاد وما شُردت العباد وما أصاب الأمة ما أصابها من ذل وهوان".
وأوضح "الخائن عدو الله وعدو نفسه وعدو أهله وعدو الناس، بل حذاري أيها الأخوة الأمانة، وقال رب العالمين " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا"، إنها أمانة الدين والعدل والإسلام، فيجب أن تحفظ هذه الأمانة، فإن حُفظت حُفظت كل الأمانات بعدها".
وفي نهاية خطبته دعا فضيلته المصلين للمشاركة في المحاضرة التي ستقام يوم الاربعاء القادم في دار القرآن الكريم في مسجد العجمي، بعد صلاة العشاء، وستكون بعنوان "الربيع العربي"، وسيلقيها الشيخ إبراهيم صرصور.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]