صرّحت مصادر مطلعة لموقع يافا 48 أن شرطة يفتاخ تعقد في هذه الأيام جلسات مكوكية مع صانعي القرار المحلي في مدينة يافا، وذلك للتباحث بشأن مصير المدينة، والتعرّف على مخاوف الشرطة ازاء الحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية المقلقة التي تعيشها منذ شهور، وهي ظروف قد تُنذر بعواقب وخيمة قد تنزل على المدينة على حين غرّة.
قيادات في شرطة يفتاخ لم تُخف مخاوفها الكبيرة من امكانية انفجار برميل بارود يزعزع الهدوء النسبي الذي تعيشه مدينة يافا، بعد أحداث شهر مايو الماضي أثناء الحرب على غزة، تلك المخاوف نقلها الينا أحد النشطاء الذي جلس مع نائب قائد لواء شرطة يفتاخ الأسبوع الماضي، والذي أعرب الأخير عن مخاوف الشرطة ازاء شعور الاحباط، وقد جاءت تداعيات تلك المخاوف على النحو التالي:
غياب القيادة الشعبية والسياسية في مدينة يافا، حيث تنظر الشرطة بقلق لغياب القيادة المحلية وعدم تعاطيها مع ملفات المدينة المختلفة، وأن فقدان هذه القيادة سيتسبب بمزيد من تعقيد في التعاطي مع الملفات الخطرة، لا سيما ملف فقدان الأمن الشخصي الذي تطمح إليه كافة مركبات المدينة.
وعلى رأس مخاوف الشرطة كان العنف المتفشي في أواسط الشريحة الشابة في المدينة، حيث لم تُخف الشرطة مخاوفها من جرأة هذا الجيل من شريحة الشباب، وقد شوهدت تلك الجرأة في أحداث مقبرة الاسعاف مروراً بأحداث الاعتداء على الراب مالي، وصولاً الى الأحداث الأخيرة، والتي تخللها رشق الحافلات بالحجارة، وأحداث أخرى مخلّة بالنظام العام والتي تُعد بالعشرات ....
مخاوف الشرطة لم تقتصر عند هذا الحد، بل أعربت عن قلقها من أحداث العنف التي تعيشها المدينة بوتيرة متسارعة، والتي طالت شخصيات دينية وسياسية، الأمر الذي قد يتسبب باشعال حرب أهلية مرتقبة.
وقد وصلت مخاوف الشرطة إلى ابداء قلقها من المستوى التعليمي المتدني لدى طلاب المدينة، وقلّة الفعاليات التربوية وعدم مشاركة المجتمع العربي في المراكز التعليمية والتربوية ونحوها.
كما أن الشرطة لديها مخاوف من تفاقم أزمة السكن التي تقض مضاجع السكان منذ عشرات السنين، وما زالت تتفاقم في ظل تهميش ودحر لسكان المدينة من قبل المؤسسات المختلفة، وهو ما يُنذر بشؤم لدى السكان المحليين قد يُؤدي الى انفجار الأوضاع، على رأسها شركات الاسكان الحكومية (العميدار والحلاميش).
كل ما ذكر وغيره سيؤثر حتماً على العلاقة بين مركبات المدينة من اليهود والعرب، وقد تتأثر الحركة الاقتصادية التي تزيد شعور الاحباط لدى السكان ورجال الأعمال، كل هذا في ظل غياب واضح لمؤسسات المجتمع المدني وضعف دور القيادات المحلية وسوء ادارة ملفات المدينة على حد وصفها ...
وعلى ما يبدو فإن مخاوف الشرطة المذكورة، قد دفعتها الى محاولة تدارك الأمر عبر الجلوس مع القيادات والتباحث بشأن مستقبل المدينة، والبحث عن سبل لاعادة الأمن الشخصي والاستقرار الاقتصادي والتحرك السريع
لانقاذ ما تبقى من العيش المشترك في يافا.
هذا وأعربت الشرطة أن استمرار هذه الأجواء قد يجعل المدينة تشهد مزيداً من الاضطراب الذي سيدفع الى الهجرة العكسية من المواطنين العرب واليهود فيها، حيث رُصدت العشرات من العائلات وقد تركت المدينة وانتقلت للعيش في أماكن أخرى.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]