تصوير: سلطة الآثار
كشفت تنقيبات أثرية جديدة عن موجودات تاريخية نادرة في شمال يافا منها معصرة خاصة بعنب النبيذ وقطع ذهبية وسلاسل حلي برونزية وجرار فخارية عمرها 1500 سنة.
ويستدل من المكتشفات الأثرية أن هذه المنطقة الواقعة شمال مدينة يافا كانت تعج بالحياة في الفترة البيزنطية وشهدت ازدهارا في المجالين الزراعي والصناعي. وتبرز ضمن المكتشفات الأثرية معصرة العنب بحجمها الكبير والتي تزدان أرضيتها بلوحات فسيفسائية، منشآت مختلفة مرت بعمليات قصارة وأسس مبنى ضخم يرجح الباحثون أنه كان عبارة عن مخزن كبير أو دار كبيرة داخل مزرعة.
وداخل هذه المباني الأثرية عثر على جرار فخارية لحفظ مواد متنوعة وطناجر طهو كثيرة مما يعكس مدى حيوية المكان. كما عثر المنقبون الأثريون على أوان حجرية بازلتية لطحن اللحوم وطواحين حجرية بازلتية أخرى معدة لطحن قمح وشعير وتوابل طبية يرجح أن أصلها صخور من الجليل الشرقي والجولان.
ومن بين المكتشفات النادرة والمفاجئة في الموقع قطعة ذهبية صكت في الفترة بين 638 و639 من قبل القيصر البيزنطي هرقل، يظهر في وجهها الأول القيصر وولداه وفي الوجه الثاني منها صليب على تل الجلجثة حيث تم صلب السيد المسيح وفق التقاليد المسيحية. كما تحمل القطعة النقدية الذهبية عنوانا محفورا باللغة اليونانية القديمة وربما بالعربية أيضا ويبدو أن هذا العنوان المنقوش يحمل اسم صاحب القطعة الذهبية التي اعتبرها ملكا قيمته كبيرة جدا.
ويرجح الباحث الأثري وليد أطرش في تصريح لـ “القدس العربي” أن القطعة الذهبية النقدية تحمل معلومات تاريخية هامة حول نهايات الحكم البيزنطي في فلسطين والأحداث التاريخية التي شهدتها مثل الغزو الفارسي للبلاد وظهور الإسلام علاوة على معلومات حول رموز مسيحية ووثنية وكذلك معلومات عن السكان الذين عاشوا في هذه المنطقة وقتذاك.
كذلك يشير أطرش للعثور على سلسلة برونزية معدة لأن تكون حمالة لمصابيح زجاجية ومثل هذه عادة كانت تتوفر داخل الكنائس. ويوضح أطرش أنه بعد الفتوحات العربية الإسلامية في القرن السابع ميلادي أقيم في المكان مصنع للزجاج ومخزن عثر داخله على أربع جرار فخارية كبيرة جدا مغطاة بالتراب داخل أرضية الموقع ويبدو أنها كانت حافظات للحبوب ومنتوجات أخرى وحمايتها من الآفات كـ السوس وتحولات المناخ. ويعتقد طاقم الباحثين أن المكان لم يكن فقط معدا للعمل وللزراعة بل للمبيت أيضا حيث اكتشفت آثار عدة منازل وأفران كبيرة لصناعة الخبز والغذاء.
ومن بين أواني تلك الفترة المكتشفة في التنقيب شموع من الفخار الكامل تستخدم للإضاءة وأوعية محلية ومستوردة لتقديم الطعام بعضها مزخرف، ووفقا لجميع المكتشفات يمكن تقدير أن الموقع كان مأهولا بالسكان حتى القرن الحادي عشر الميلادي. وينوه أطرش أن موقع المكتشفات يعتبر منطقة بور ولم يكن معروفا في خريطة الآثار في طول البلاد وعرضه موضحا أن هذه الحفريات الأولى في الموقع مرجحا اكتشاف المزيد مستقبلا.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]