بدت في الآونة الأخيرة علامات ومؤشرات واضحة، من خلالها نرى قيام عشرات العائلات من أهلنا في الداخل الفلسطيني من مدن (يافا، اللد، الرملة، الناصرة، أم الفحم) وغيرها، ترك مدنهم والذهاب للعيش في تركيا وتحديداً اسطنبول.
تلك الظاهرة ما كانت مألوفة على الاطلاق في السابق، لكننا نراها تتعاظم في الآونة الأخيرة، حتى أحصينا نزوح عشرات العائلات العربية من بيوتها هنا في البلاد للعيش في كبرى مدن تركيا "اسطنبول".
وقد رصد موقع يافا 48 أكثر من 60 حالة بين أفراد وعائلات كاملة، وقد تركت البلاد للعيش في تركيا، وكلٌ له أسبابه ودوافعه وأهدافه، لكنها بالتأكيد ظاهرة خطيرة تُشير الى بداية هجرة عكسية لأهالي المدن المذكورة، والتي ستنعكس مخاطرها على الكثير من العائلات راودتها الفكرة لترك مدنهم، فالتجربة التي يخوضها أقرانهم تُشجعهم في خوض غمار تلك التجربة.
فكيف نجحت تركيا بجلب عشرات العائلات والافراد للاستثمار والسكن في أحضان تلك الدولة؟ هل هي اشارة لهجرة جماعية هروباً من حالة الضيق والضنك الاجتماعي والسياسي التي تعيشها مدننا في الداخل؟ أم هي نتاج أزمات عديدة كفقدان الأمن والأمان الشخصي والجماعي؟ أو هرباً من العنصرية والملاحقة السياسية التي تعيشها البلاد منذ أكثر من عقدين؟، أم هي مجرد رحلة استجمام بحثاً عن التنفيس من صعوبة العيش في الداخل؟، أم هي ردّة فعل لحالة التفكك الاجتماعي التي يعيشه المجتمع؟، وهل بتنا نرى الترانسفير الهادئ يُترجم في هذه الأيام بمظهر مختلف؟.
وأي كانت الأسباب أو الدوافع وراء هذه الهجرة، فإنها تُشكل خطراً كبيراً على الوجود العربي، لكن ما من شكّ أنها ظاهرة ما زالت تتوسع وتنتشر وتأخذ مناحٍ مختلفة وخطرة على الحياة العربية في الداخل الفلسطيني.في ظل غياب ارقام رسمية تكشف عن حجم هذه الظاهرة بالارقام والدوافع الحقيقية من وراء نزوح عشرات العائلات للعيش في تركيا...
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]