ها وقد طفح الكيل وضاقت نفوس العائلات اليافاوية ذرعاً من ضيق الحياة وقلّة المعين، وشحّ الامكانيات وفقدان الأمل بالعيش بكرامة تحت سقف البيت الجامع، وقد تهددت الحياة الاجتماعية وفقدت الناس الحياة الكريمة، لتتشكل في هذه الأثناء مخيم أشبه بمخيم اللاجئين، بعد أن عائلة ثالثة نصب خيمة لتأويها في الحديقة العامة "الغزازوة"، وأثناء إعداد هذا التقرير أعلنت عائلة يافاوية رابعة أنها تستعد لنقل محتويات ما تبقى من بيتها لنصب خيمة رابعة في الحديقة.
هذا المخيم قد سبق القيادة اليافية في نضجه، لا سيما وأن الدرس جاء متأخراً، فهذه المبادرات وحدها ستأتي بالحل والحل السريع، وعليه فإن المواطنين في مدينة يافا ممن يعيشون أزمة السكن المتفاقمة، أن يخطوا خطوةً نحو الأمام بعزمٍ واصرار وتصميم، ونصب خيامهم في الحديقة العامة، معلنين بذلك عن حالة احتجاج مفتوحة لحين تحقيق هدفهم وهو العيش بكرامة، وليكن بعد ذلك ما يكون ...!
بالعزيمة والثبات والجراءة بامكان هذه الحملة الاحتجاجية القانونية أن ترى النور بانفراجة حكومية، اذا ما توفرّت الأمور التالية:
1- الدعم السياسي من قبل نواب القوائم العربية المختلفة بما في ذلك نواب القائمة المشتركة والموحدة وميرتس والعمل، وتحويل هذا المخيم الى مزارٍ يؤمه الساسة والقيادات القطرية.
2- الدعم المادي والمعنوي من قبل رجال الأعمال في المدينة ومؤسسات المجتمع المدني، بما في ذلك أهالي المدينة عبر زيارة المخيم ودعمه وتوفير كافة الأمور المادية واللوجستية، واقامة صندوق تبرعات يتكفل بكل ما يلزم المخيم.
3- على العائلات في المخيم تنظيم أنفسهم، واختيار من يمثلهم في القنوات ووسائل الاعلام المختلفة التي ستزور المخيم، وتوزيع الأدوار على الساكنين في المخيم.
4- بناء برنامج نضالي وتوسيع الحملة الاحتجاجية لتشمل عائلات أخرى تسكن الحديقة العامة والتصدي لمحاولات البلدية اذا ما تجرأت على فكّ هذه الخيام والاعتداء على المواطنين في الحديقة، سيما وأن هناك اشارات تُؤكد أن الشرطة والبلدية تنويان مداهمة المخيم وحلّ هذه الحملة الاحتجاجية في الساعات القادمة.
5- على القيادات في المدينة واللجنة الشعبية للدفاع عن الأرض والمسكن الاعلان عن غرفة طوارئ بانعقاد دائم، وتوفير خط ساخن ومفتوح لادارة هذه الحملة الاحتجاجية.
هذه فرصة أهالي المدينة والفرصة لن تتكرر، فليس أمام فاقدي السكن سوى أن يتقدموا قدماً نحو الأمام، فلا شيء يخسرونه بعدما خسروا بيوتهم، سوى كرامة الانسان، وكرامة الانسان في أن يبقى في مدينته وإن كان تحت شجرة ويعيش في خيمة.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]