بعد مرور 12 يوماً على انطلاق حملة الاحتجاج الأوسع التي شهدتها مدينة يافا، عبر اقامة مخيّم لمحرومي السكن في الحديقة العامة "الغزازوة"، قررت اللجنة الشعبية أن حملة الاحتجاج عليها أن تتوقف بعد تحقيق بعضاً من المطالب، مؤكدةً أنه لم يكن بالامكان تحقيق كافة مطالب العائلات الموجودة في الحديقة.
ووفق المعلومات الواردة، فإن مقترحاً وتعهداً قدّمته الجهات الرسمية والمؤسسات التابعة للبلدية، من خلاله تعهدت البلدية بتلبية جزء يسير من مطالب العائلات، مقابل فكّ هذا الاعتصام، الأمر الذي وضع اللجنة الشعبية في أزمةٍ أمام ضغوطات الشرطة التي لوحّت بأن بحوزتها أوامر لتنفيذ الاخلاء منتصف الليلة الماضية.
وقد قررت اللجنة في اجتماعها المنعقد مساء أمس على ضرورة الانصياع إلى هذا المقترح، بالرغم من أنه لا يلبي كافة احتياجات العائلات، ولا يلبي تطلعات اللجنة الشعبية، إلا أن اللجنة نجحت بالحصول على تعهد من قبل البلدية بمتابعة هذه القضية، ووضع العائلات العشرة على سلم أولولياتها، بالاضافة لمنحها بعض الامتيازات الحالية لحين انتهاء كافة الاجراءات المتعلقة بكل عائلة على حدى، الأمر الذي لم تستحسنه معظم العائلات في الحديقة ما دفعها الى الاستمرار باحتجاجها في أحد الملاجئ القريبة.
السيد عبد القادر أبو شحادة أحد أعضاء اللجنة الشعبية وعضو المجلس البلدي قال "انتخبت من قبل اللجنة الشعبية لمتابعة قضية العائلات العشرة في الحديقة بصحبة كل من السيد عمر سكسك، ورئيس لجنة الحي السيد رمزي أبو طالب، وقد جلسنا مع كافة العائلات في محاولة لايصال طلباتهم ومحاولة تحقيق حقوقهم في مؤسسة الرفاه الاجتماعي والتأمين الوطني والبلدية، وبين مدٍ وجزر نجحنا بالحصول على تعهد لتحسين ظروف العائلات من الناحية القانونية وأمام الدوائر الحكومية، وهذه الامتيازات من شأنها لاحقاً توفير انفراجة في أوضاع العائلات الاجتماعية والاقتصادية".
وأضاف "كان أمامنا خياران، الأول هو الاستمرار بالاعتصام، ومحاولة مواجهة الشرطة التي كان من المفترض أن تأتي خلسةً بعد منتصف الليل وتنفيذ أوامر الاخلاء، والثاني الموافقة على تعهد البلدية الخطي والذي تم عرضه على العائلات كل على حدى، وصحيح أن هذا التعهد لم يفِ بالتوقعات، وأننا نطمح لتحقيق مزيد من المطالب، لكن هذا اختيار بين سيئين، ونحن بدورنا منحنا العائلات أن يختاروا أي المسارين، وعليه فقد وافقت نصف العائلات على انهاء الاحتجاج، والنصف الآخر قرر بإرادة نفسه المضي قدماً باحتجاجه داخل الملجأ المجاور للحديقة العامة "الغزازوة"".
وعليه فإن معسكر الصمود في الحديقة لمحرومي السكن في المدينة قد انتهى دون تحقيق المطالب المرجوّة بالنسبة للعائلات العشرة التي كانت معتصمة داخله، وأن أزمة السكن ما زالت هي القضية الأولى لأهالي المدينة، وعلى ما يبدو فإن الأيام القليلة القادمة ستُظهر مدى كارثية الحالة التي يعيشها أهالي المدينة في أزمة السكن المتفاقمة، وأن هذا الاجراء الأخير ما هو الا ذرٍ للرماد في العيون، وسنشهد قريباً نصب خيام أخرى وتوسع الفكرة، ولن يتوقف مسلسل الاحتجاجات.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]