لا شكّ أن المرحلة التي تعيشها مدينة يافا غير معهودة ولم يسبق للمدينة أن واجهت ملفات محتدمة مثلما تعيش في هذه المرحلة، إذ أن كافة المراقبين يرون أن ثمّة أمرٍ غريب يحدث في الأروقة السرية في قلب غرف هرم الدولة، وأن هناك خطب ما يتم الاعداده له، لنراه على رذاذ الدسائس في مؤسسات الدولة المختلفة.
هذا المشهد أصبح جلياً نراه بأم العين بعد أحداث مايو من العام الجاري وأحداث هبّة الكرامة، وكأن الدولة تعلمّت من المدرس الأليم في هذه الأحداث، وقامت باعداد العدّة لمواجهة شوكة الأقلية العربية الفلسطينية الصلبة، وأن ما نلاحظه من مزيد من تضييق وممارسة العصا في كل أزمةٍ يؤكد أن مخططاً ما يسري، وقد نفذ نحو تطبيق كافة رؤى الدولة تجاه هذه الأقلية العربية في البلاد.
ونرى هذا المخطط في عملية الانزال التي قامت بها الشرطة في النقب قبل أيام، لتُحدث حالة رعب وهلع في صفوف المواطنين هناك، ومداهمات المسجد الأقصى المبارك ليست عنا ببعيدة، وقد تحولت صلوات المستوطنين فيه والتي كانت خلسة الى دورية ومتواصلة و"على عينك يا تاجر"، بالاضافة الى مداهمة الشرطة لمدينة يافا بعد حادثة الطعن التي وقعت قبل أيام، ونسب الحادث على أنه حادث على خلفية قومية، علماً ان كافة المؤشرات تُؤكد أن الحادث كان محاولة سطو على المسن، هذا بالاضافة الى مداهمة المحلات التجارية والمطاعم في المدينة، وارهاب النزلاء فيها، وأزمة السكن التي ضربت أنطابها هوية مدينة يافا ومستقبل الوجود العربي فيها، جميعها مؤشرات تُؤكد أن هناك ضوءً أخضر لممارسات أمنية لم نكن نعهدها في السابق.
وأمام هذه الحالة، فليس أمام المواطنين في الداخل الفلسطيني سوى الثبات والصمود ومواجهة هذه الأحداث في إطار وضع خطة عمل جماهيرية تقف بالمرصاد لتتحطم على صخرتها الصلبة كل تلك المؤامرات.
ومما لا شك فيه أن هناك حالة من المقاطعة تريد المؤسسة الاسرائيلية لها أن تستمر في اطار تصفية الحسابات، ومعاقبة صلابة المواطنين في المدن الساحلية، خاصة اللد ويافا، لذا فالحاجة تُؤكد مرة أخرى على ضرورة اعداد برنامج قطري لدعم صمود هذه المدن وتعزيز اقتصادها المحلي، وتعزيز صمود وثبات المواطنين فيها.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]