لم تغب مدينة يافا، ولو دقيقة واحدة، عن مخيلة اللاجئة الفلسطينية ابتهاج علي دولة "أم خَطاب"، منذ اللحظة الأولى للنكبة، وتهجيرها مع عائلتها وأبناء مدينتها قسراً عام 1948.
ذكريات يافا لا تقتصر عند الثمانينية أم خطاب على ذكرى النكبة الفلسطينية بل تراها في أحلامها، ويقظتها، وصورها حاضرة دوماً في مخيلتها.
تفاصيل وملامح وشوارع وممرات وحارات، وحتى بحر مدينة يافا "تعَشش" في مخيلة ووجدان أم خطاب، التي ما زالت تشم رائحة السمك اليافوي، والطعام الفلسطيني، والعادات الفلسطينية الأصيلة في المدينة.
وتقول ابتهاج دولة (85 عاماً) إنها شهدت قبل عام النكبة حرباً سبقتها عام 1936، كانت تسمى "حرب الإنكليز"، قضت خلالها مدينة يافا نحو ستة شهور في العتمة، والقلق، لكنها خرجت إلى النور.
وتبيّن أن عائلتها كانت تعمل في البحر، مضيفة: "كان لنا بيت مكون من ثلاث طبقات، وفيه حديقة مزروعة بمختلف الأشجار، وكان جدي ريّساً في بحر يافا، كذلك أبي (...) كانت الحياة هادئة مستقرة، نأكل من كدّ جبيننا، ونتقاسم اللقمة بيننا، وسط أجواء من المحبة والوئام".
وتتابع "يافا أم البلاد كلها، بتذكر السينما، والبحر، والأكلات، وليالي الأفراح، والمودة بين الأهالي والجيران"، معتبرة أن "كل هذا الجمال يدفعني حتى اللحظة إلى عدم تصديق ما جرى، ويعطيني أملاً قوياً بأننا سنرجع يوماً إلى يافا".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]