ينشر موقع يافا 48 على مقطع فيديو نادر لمنظمة النجاة الكشفية التي تأسست في مدينة يافا في أواخر العام 1945، وجذبت آلاف الشبان الفلسطينيين، لكنها فشلت على وقع الخلافات بين القيادات في حينه.
انتخب المحامي محمد نمر الهراوي قائداً عاماً لها. وقد أعلن منذ البداية ولاء النجادة للمفتي الحاج محمد أمين الحسيني واعتباره "رئيساً لها"، وولاء النجادة للعروبة "شعاراً رئيسياً لها". وقد اتخذ النجادة نشيدا لهم كان مطلعه:
نجاد يا وجه العلا…….وخفقة العلم
كن للبلاد الأملا.….والسيف والقلم
لقد أنشئت النجادة لتقوم بدور عسكري يقف في وجه الهاغاناة اليهودية. ولم يكن من السهل عليها أن تعلن عن أهدافها العسكرية، وهذا ما دعاها إلى اخفاء هدفها العسكري وراء الأهداف الرياضية العامة التي دعت إليها في قانوها الأساسي. وهي من أجل الحصول على اذن رسمي من الحكومة لم تعلن الغاية العسكرية، ولم تذكر حول غايتها أكثر من أنها “توحيد صفوف العرب والعمل على النهوض بهم خلقياً وعلمياً ورياضياً”.
وقد نجحت النجادة في الحصول على اذن رسمي من الحكومة وفقاً لنظامها الأساسي في 21/12/1945م. واتخذت زياً موحداً شبيهاً بالزي العسكري. واتخذت لكل فرقة علماً خاصاً يحمل اسم أحد رجالات العرب. وكان يشرف على مراكز النجادة التي انتشرت في يافا والقدس* ونابلس* وحيفا* والناصرة* وغزة* وخان يونس* قيادة مركزية تضم المجلس الأعلى، ومجلس القيادة، والمجلس الاستشاري، وعلى قمة هذه التشكيلات ينتخب القائد العام للنجادة مرة كل سنتين.
وقد انضم إلى النجادة فريق كبير من الشباب المثقف وحملة الشهادات العليا والثانوية، وانتشرت النجادة في المدن والقرى حتى وصل أعضاؤها إلى الآلاف. ولما اطمأنت إلى قواتها أقامت في يافا عرضاً عسكرياً كبيراً مشى فيه ألفان من الشباب المدربين بزيهم العسكري الموحد. وقد حضر هذا الاحتفال جمهور كبير من المواطنين، وعدد من الزعماء ووجهاء يافا.
وقد أظهر هذا الاحتفال النجادة بقوتها ووحدتها، فبدأت المخاوف منها كحركة تهدد الزعامة السياسية، وخاصة في الحزب العربي الفلسطيني*، الذي شن ضدها حرب اشاعات. وردت النجادة على حرب الاشعاعات معلنة انتماءها السياسي “لصاحب السماحة الحاج محمد أمين الحسيني وحده” وأعلنت أن غايتها خدمة الأمة والبلاد بالطرق الفعالة، على أسس علمي عصرية شورية.
وانتقلت حرب الاشاعات هذه إلى مرحلة الصراع السافر بعد أن أعلن الحزب العربي عن تأليف منظمة “الفتوة” كجناح رسمي للحزب. وحاولت الهيئة العربية العليا* ورئيسها سماحة المفتي دمج المنظمتين في منظمة واحدة، ولكن الخلاف بقي مستمراً، مما أضعف الروح المعنوية لدى الشباب.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]