ليس لها في أرشيف "غوغل" إلا صورة وحيدة وصغيرة الحجم، ويبدو كما لو أن النسيان طوى كتبها وأعمالها، وُلدت في يافا عام 1940 وتوفيت في عمان في عام 2020.
عاشت طيلة حياتها منفية عن مسقط رأسها يافا، بعد أن هاجرت عائلتها إلى ليبيا واستقرت في مدينة الزاوية قبل أن تنتقل للعيش في طرابلس، ليكون والدها رمزي شكري الدردنجي ممن ساهموا في تحسين المناهج الدراسية والتعليم في ليبيا.
وعلى خطى أبيها سارت الفتاة، فنالت دبلوم التعليم ودرّست في مدارس مدينتي الزاوية وطرابلس، ثم قررت متابعة تعليمها حتى تخرجها من جامعة بنغازي عام 1974، ثم انتقلت لدراسة الماجستير في الأنثروبولوجيا في جامعة "عين شمس" بالقاهرة، وكانت قد أصبحت في هذا الوقت معروفة في الوسط الثقافي بمشاركاتها وأمسياتها الشعرية وأوراقها البحثية.
تزوجت الراحلة من رجل الأعمال الليبي عبد الجليل عارف، وعاشا معاً فترة في روما، وهناك وبينما يجلسان مع أطفالهما عاصم ونجوى ولارا في إحدى المقاهي، دخل شخص وأفرغ الرصاص في صدر ورأس عارف، وتتناقل مصادر مختلفة أنه كان اغتيالاً أنجزه نظام القذافي، في 19 نيسان/ أبريل 1980.
كتبت الراحلة القصة القصيرة والشعر وبعض الدراسات، وكان أول عمل نشر لها مجموعة شعرية بعنوان "زهرات في ربيع العمر" (1966)، ثم "دموع الناي" (1969)، و"إلى اللقاء في يافا" (1985)، و"مزامير فيزمن الشدة" (1987).
كما أصدرت رواية بعنوان "وداعاً يا أمس" ونشرت عام 1972، ونوفيلا "النخلة والإعصار" (1985)، ومن كتبها النقدية "فدوى طوقان.. شاعرة أم بركان" الذي نشرته في 1994.
كتابة الدردنجي ظلت تنتمي للعالم الغنائي بمعناه البسيط وحاولت أحياناً أن تقارب قصيدة فدوى طوقان التي كانت متأثرة بها، وكذلك نازك الملائكة أحياناً أما مواضيعها فكانت الفقدان بكل أشكاله فقدان الوطن والحبيب؛ فنقرأ من أشعارها: "تحت شباككِ يا عمَّانُ من وجعي ارتميتْ/ ظامئًا أبحثُ عن ظلٍ وبستانٍ وبيتْ/ نازفًا من شدة الحزنِ أدواي ما رأيتْ/ إن قومي ضيعوني وأنا قومي افتديتْ".
وفي قصيدة أخرى: "تقولُ: تعالي! فيشعلُ صوتُ النداءِ العروقْ/ فأصرخُ: كيف..؟ وقد ضاعَ في الليل مني الطريقْ/ وكيف أسيرُ وفي القلبِ بؤسٌ عميقٌ وضيقْ/ وكيف أجيءُ وقد هبَّ من كل صوبٍ حريقْ/ وبحركَ يلقي على كل شطٍ إلينا غريقْ".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]