تطرقت بعض وسائل الاعلام العبرية مساء اليوم الأربعاء الى حملة تنظيف مقبرة الشيخ مراد بمدينة يافا، والتي نظمتها مؤسسة أوقاف 48 التابعة للحركة الاسلامية الجنوبية يوم السبت الماضي 14.5.2022 في ذكرى النكبة، وسط امتعاض من جموع المشاركين في المعسكر، حيث اشتكى بعض جيران المقبرة واستغربوا واستهجنوا وجود المسلمين في أرضها، ووصل استغرابهم لنشره في بعض وسائل الاعلام العبرية بتحريض أرعن.
وقد أعرب أحد سكان حي "شابيرا" قيام المسلمين بترميم المقبرة في ذكرى النكبة الفلسطينية، قائلاً "استيقظنا صباح السبت الماضي، ووجدنا الحركة الاسلامية تذكرت فجأة ترميم المقبرة، والغريب في الأمر أنهم لم يصلوها طيلة الثلاثين سنة الماضية، كما دفنت وزارة الدفاع على مدى سنوات عديدة متعاونين هنا لم يوافق العرب في يافا على دفنهم في مقابرهم، فهل أصبحت المقبرة مهمة بالنسبة لهم".
وأضاف قائلاً "تنظيف المقبرة كان جزءً من احياء ذكرى النكبة، والأهم بالنسبة للعرب أن يذكرونا بالنكبة التي حدثت قبل 74 عاماً"، وتابع "أناس صفيقون يتطلعون الى اثارة الحي، لذا اذا كان العرب يتذكرون ما حدث قبل 74 عاماً، فأنا أريد أن أذكرهم أنه قبل 101 عام، تم ذبح 8 يهود على يد أجداد العرب الذين جاؤوا لتنظيف المقبرة، لذلك نحن أيضاً لا ننسى الحقيقة هي أنه قبل 74 عاماً تم اقامة الدولة اليهودية".
هذه الوقاحة الاسرائيلية جعلت أمثال هؤلاء ممن استطونوا أراضي الشيخ مراد عنوةً، يستكثروا على من تبقى من أهالي المدينة استعادة ذكرى النكبة وما تحمل من مآسي وتهجير واقتلاع وظلم، وأعمت بصيرتهم بأن يقوم الأهالي بتنظيف المقبرة من أوساخهم ونفاياتهم التي يلقون بها في أرضها، وجعلهم استعلائهم وكبريائهم يُنكرون على الأهالي وأصحاب الحق صيانة المقبرة، بل واستهجنوا دعوة الحركة الاسلامية الجنوبية لحملة ترميم في المقبرة واعتبروها جريمة، حسب وصفهم.
فلا يكفي وقاحة القوم وانكارهم لتاريخ وماضي السكان الأصليين، فوجودهم على أرض مقبرة الشيخ مراد هو جزء من المعاناة المستمرة التي دامت لأكثر من 74 عاماً، فهم من طردوا سكان المنطقة الأصليين، وهدموا بيوتهم واحتلوا أرضهم، وصادروا أكثر من نصف مساحة المقبرة، واقاموا بيوتهم فوق عظام المسلمين، ليأتوا اليوم ويستكثروا علينا فقط استرجاع الذاكرة، والتي على ما يبدو أنها أصبحت أمراً مستهجناً أيضاً.
يشار الى أن مقبرة الشيخ مراد تقع في الجهة الشرقية لحي أبو كبير في مدينة يافا، ويعود تاريخها لأكثر من 200 سنة، وكانت القرى المجاورة تستخدمها لدفن الموتى، كقرية سلمة وكفر سالم وأحياء يافا القريبة منها، وفي سنوات الخمسينات تم مصادرة نصف المقبرة وتجريف القبور، وبناء مساكن للجالية اليهودية البخارية، وما زالت المقبرة مهملة دون صيانة أو تنظيف بعد أن توقف المسلمين عن دفن موتاهم فيها.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]