يبدو أن ارتفاع أسعار خدمات الحج المتزايدة يوماً بعد يوم لم تجعل مكاناً للمريد بأداء هذه الفريضة، حيث تباغتك تلك الأسعار الباهظة وتقف سداً منيعاً أمام رغبتك بأداء فريضة الحج، وتحول دون أن تُتمم عليك نعمة دينك، حيث وصلت تسعيرة الحج لهذا العام للغرفة الثنائية الى نحو 39 ألف شيكل، وذلك لمدة 20 يوماً تقريباً وهي مدة مكوث الحجاج في الديار الحجازية، وعليه فإن سعر الليلة الواحدة يصل الى ما يقارب الـ2000 شيكل.
وبات من الواضح أن التعامل مع شركات السياحة العامة أوفر بكثير من التعامل مع تكاليف الجمعيات الخيرية التي تدير مشروع الحج والعمرة، فليس هناك أي منطق ديني أو أخلاقي أو انساني وراء فرض هذه الرسوم التي تبعث بالراغبين بأداء هذه الفريضة الى تركها، وستحول حتماً دون أن يُتمم معظم المسلمين فريضة الحج، ويبدو أنها أصبحت مع مرور الوقت محصورة على الأغنياء فقط وليس من استطاع اليه سبيلا.
فما الذي طرأ خلال السنوات الأخيرة لتصل تسعيرة الحج لهذه المبالغ الطائلة؟، هل هي الجمعيات الخيرية التي ترعى شؤون الحج والعمرة؟، أم هي وزارة الأوقاف السعودية؟، أم شركات الطيران، أم غيرها .. من المسؤول؟.
وماذا عن تكاليف المصاريف الحياتية التي من المفترض أن يُنفقها الحاج أثناء تواجده في الديار الحجازية بعيداً عن بيته لمدة أسابيع؟، وماذا عن مصروف بيته الذي من المفترض أن يترك شيئاً لأهله عند خروجه لأداء هذه الفريضة؟، فأصبح من الواضح أن تسعيرة الحج ليست كما ورد في تقريرنا أعلاه، ويتوقع أن تصل التسعيرة لهذا العام الى أكثر من 50 ألف شيكل (أكثر من 10 ألاف دينار أردني)، اذا ما أخذنا بعين الاعتبار بقية المصاريف لبيت من ينوي الحج والمصاريف الشخصية والهدايا وغيرها.
وفي ذات السياق، فإن ارتفاع الأسعار طال عمرات رمضان، والتي وصلت الى 11500 شيكل للشخص الواحد، الأمر الذي تسبب بعزوف الكثيرين عن أداء العمرة في شهر رمضان الماضي.
وعليه يتوجب على الأهالي التحرك لمحاسبة الجهات المعنية بما في ذلك اتخاذ خطوات احتجاجية رداً على ارتفاع الأسعار، فهذه الأسعار من شأنها وضع الكثير من علامات الاستفهام وراء هذا المشروع بأكمله.
يشار الى أن لجنة التنسيق العليا لشؤون الحج والعمرة لمسلمي 48 نشرت مساء اليوم أسعار الحج لهذا العام 2022، ويطلب ممن يرغبون أداء فريضة الحج دفع المبالغ المذكورة حتى تاريخ أقصاه 29.5.2022.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]