ينشر موقع يافا 48 حلقة أخرى ضمن سلسلة معالم من بلدي، وهذه المرة نتعرف على مقبرة الكازاخانة الواقعة في حي الجبلية بمدينة يافا.
مقبرة الكازاخانة وهي تسمية "تركية" تعني مستودع المحروقات ، أو خزّان الكاز وفق التسمية العربية ،تعتبر من مقابر المدينة عراقة وأصالة لما لها من مكانة شامخة في وجدان اليافي في الماضي والحاضر ،فهي مقبرة قديمة يعود تاريخها لما قبل عام 1910 وذلك بدلالة بعض الشواهد التي عثر عليها متناثرة في أرض المقبرة.مساحتها أكثر من 32 دونمًا تقع على فاصل حي الجبلية وحي الرياض .على حافة تلة "هضبة" الجبلية جنوب المدينة.
مقبرة الكازاخانة وهي إحدى المقابر الرئيسية والمهمة ولعلها المقبرة الأخيرة التي خصصت من قبل حكم دار العثماني ،لدفن الموتى في حي من أحياء المدينة وخارج أسوار المدينة،وقد استعان بها اهل المدينة لدفن موتاهم من داخل الاحياء الداخلية للمدينة (النزهة الجبلية،والعجمي،والسكنات) ، وهي بذلك أهم المقابر في ذلك الحين.
تعتبر مأوى الشهداء والثوار ممن كان لهم الدور الكبير في نضالات المدينة وقد رصد أكثر من 3 قبور وقد كُتب عليها "ضريح الشهيد" حيث يعود تاريخ هذه الأضرحة لعام 1936 أو 1933 (تاريخ الثورات الفلسطينية رفضًا للوجود المستعمر والهجرة اليهودية إلى فلسطين كان أندلعت شرارتها في يافا والقدس) وهي محطات مشرفة ومفخرة في حياة المدينة سقط عندها هؤلاء الشهداء فهي مقبرة الثوار بلا منازع ومهوة كبار المدينة من مقريء ومفتي المدينة ورجالاتها من العلماء والمفكرين أمثال :د .هشام شرابي الذي دفن مؤخرا في ثرى الكازخانة،والأديب إبراهيم أبو لغد،وكانا أخر من دُفنا في الكازخانة.
ويعود تاريخ هذه المقبرة العثمانية إلى ما قبل عام 1865 وتحتوي على عشرات الشواهد التي يعود تاريخها إلى أكثر من 150 عاماً، وقد انشأت المقبرة مع تأسيس حي الجبلية بمساحة تصل الى 25 دونما على هضبة تاريخية تسمى السرياني جنوب المدينة في حي الجبلية، وما يجعلها مقبرة مميزة هو ما تتضمنه من رفات الشهداء والعلماء والأدباء والمؤرخين والنقاد ورجال الدين ورجال أعمال، فهي مقبرة تختزل تاريخ مدينة يافا المعاصر بكل مكوناتها الحضارية والثقافية والاجتماعية والسياسية.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]