يعرض “رحلة في قطار الزمن إلى يافا- مدينة البرتقال في فلسطين”، للدكتور محمد باسل الدجاني، الصادر عن وزارة الثقافة، مظاهر الحياة الثقافية والاجتماعية والتراث الشعبي لمدينة يافا بفلسطين أثناء الحكم العثماني والانتداب البريطاني، بشيء من التفاصيل، كما عاشتها بعض الشخصيات من عائلة الدجاني اليافاوية.
يقول المؤلف إن هذا الكتاب الذي جاء في ستة فصول والعديد من الصور للمباني والأماكن والمعالم الحضارية الموجودة في مدينة يافا، يستعرض بشكل مختص نضال أهالي يافا ضد الانتداب البريطاني والعصابات الصهيونية، وتكامل عمل جمعيات العمل الاجتماعي التطوعي النسائية مع اللجان المسؤولة عن الإضراب الكبير في العام 1936، وأثناء الثورة الفلسطينية ونكبة العام 1948، ويحتوي على قصص وحكايات مشوقة للأطفال كجزء من الموروث الشعبي اليافاوي.
وكتب في التقديم، يقول إن الهدف من هذا الكتاب هو تقديم صورة عن الحياة والعادات والتقاليد الاجتماعية والتراث الشعبي في يافا وقضائها ما قبل نكبة 1948، والأحداث التي مرت على أسرة صغيرة من عائلة الدجاني بعد الهجرة القسرية عام النكبة، بعيدا عن التحليلات التاريخية والانطباعية والعامة.
ويتحدث الدجاني عن تكوين فكرة الكتاب “جاءت عندما كان يسمع “أذكر يافا”، للمطرب للبناني جوزيف عازار التي تقول كلماتها “أذكر يوما كنت بيافا/ خبرنا خبر عن يافا/ وشراعي في ميناء يافا/ يا أيام الصيد بيافا/ نادانا البحر ويوما صحو فهيأنه المجدافا”، لحظتها وجدت نفسي أفكر ونحن في بداية القرن الواحد والعشرين، ومع ظهور برامج التلفزيون الحقيقي التي استرعت انتباه الناس على اختلاف أصولهم ومنابتهم، فالقصة المعروضة لا تعتمد على نص مؤلف أو كاتب معروف، والممثلون لا يوجد لهم أدوار مكتوبة، بل هم مجموعة من الناس الحقيقيين الذين يروون أحداث حياتهم.
من هنا جاءت فكرة الكتاب الذي يتحدث عن يافا لتعريف أهلها من جيل الشباب الذين ولدوا وتربوا خارجها عن طبيعة الحياة التي عاشها آباؤنا وأجدادنا قبل نكبة 1948، فأنا لست بمؤلف أو مؤرخ أو أديب، ولكني طبيب أكتب عن حكايات وأحداث عاشها مناضلون ومفكرون ورجال دين من سكان يافا الأصليين”.
وواصل الدجاني حديثه “بنى الكنعانيون مدينة يافا منذ الألف الرابع قبل الميلاد، وتعاقبت عليها الغزوات والكوارث والأوبئة على مر العصور، فغادرتها عائلة الدجاني اليافاوية التي سكنت فيها منذ بداية الفتوحات الإسلامية وقدوم الخليفة الإسلامي عمر بن الخطاب إلى القدس الشريف، واستقرت في المدن والقرى القريبة من يافا للمحافظة على أرواح أفرادها، وعادت إليها بعد أن تعافت المدينة وأسهمت في إعادة إعمارها بعد كل غزوة، وفي العام 1799”.
ويشير إلى أن يافا تعرضت لغزو الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت، وفدت عائلة الدجاني اليافاوية وعائلة دميان المسيحية أهالي يافا من المسلمين والمسيحيين بأموالهم الخاصة، وأنقذوهم من القتل الوحشي على يد نابليون بونابرت، وعاد سكان يافا إليها بعد الدمار، وعملوا على إعادة إعمارها مرة ثانية بعد أن خرج نابليون منها إلى الأبد.
ويوضح المؤلف أنه في هذا الكتاب يقدم نبذة عن حياة المحامي محمد علي الدجاني الذي وضع هدفا له في الحياة بأن يعمل من أجل تنمية بلده يافا تنمية مستدامة لتلحق بركب الحضارة الغربية، واستطاع أن يحقق هدفه أثناء عمله كرئيس لبلدية يافا في العام 1912، بمساعدة فريق العمل معه من شباب يافا المتعلمين، فأصبحت المدينة عروس البحر الأبيض المتوسط وعاصمة فلسطين الثقافية.
كما يتحدث هذ الكتاب أيضا عن حياة القاضي الشيخ الأزهري أحمد راغب أبو السعود الدجاني الذي تعاون مع المناضل الكبير الحاج أمين الحسيني وقضى حياته في الدفاع عن يافا ومساندة الثورة الفلسطينية الكبرى في 1939-1936، واستنهاض العمل العربي المشترك للدفاع عن فلسطين وإحباط المخطط الاستعماري لإقامة وطن قومي لليهود فيها، وأيضا عمله على دعم الجمعيات الخيرية النسائية وتشجيع المرأة الفلسطينية في المشاركة في العمل التطوعي لمساندة الثورة وتنمية المجتمع المحلي، وقد وهب ابنه البكر “غالب”، شهيدا روى ثرى يافا بدمائه.
كما يقول المؤلف “راعينا تقديم المراجع والمصادر التي تم الاعتماد عليها للأحداث التي مرت بيافا وفلسطين بشكل واضح وصريح، وكذلك بيان الرابط الإلكتروني للصور التي تم تنزيلها من مواقع الشبكة العنكبوتية في العام 2019”.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]