مرة تلو المرة، ما زال الاعلام العبري يُحرّض على أهالي مدينة يافا، حيث يعتقد هذا الاعلام واهماً أن بتحريضه سينجح في خلق معادلة ينتزع من خلالها الفلسطيني من هويته وأهله .. أهله الذين ما لبثوا أن وجدوا أنفسهم في كل فينة وأخرى أمام آلة القتل البربرية، هذا الاعلام العبري نفسه الذي يكرر محاولاته الدنيئة في كل عام وبمختلف المناسبات، يُكرس بذلك نهجه الذي ينسجم مع الجيش الاسرائيلي الذي يرتكب أبشع المجازر في قطاع غزة ويحاصره لأكثر من 15 عاماً، ولأنه المسؤول عن هذه الحالة، فهو يتحمل المسؤولية الأخلاقية والانسانية والأمنية.
تناول الاعلام العبري وقفة احتجاجية لمجموعة من النشطاء من اليسار الاسرائيلي والتي أقيمت يوم أمس الأحد في دوار الساعة بمدينة يافا، مستعينين بذلك بشريط فيديو التقطه أحد النزلاء في المدينة، وقد تزامنت تلك الوقفة مع دوي صفارات الانذار، ليجد الاعلام العبري ضالته ويتناول الحدث على أن أهالي مدينة يافا يحتفلون بقدوم تلك الرشقات الصاروخية على سماء المدينة.
والصحيح أن هؤلاء النشطاء أياً كانوا، فإنهم لم ينظموا أنفسهم للاحتفال بتلك الصواريخ لأنها أصلاً ستُهدد حياتهم، ولم يعرفوا أن وقفتهم هذه ستتزامن مع دوي صفارات الانذار في سماء المدينة، وجاءت وقفتهم هذه للتنديد بحرب الابادة التي يشنها جيشكم الذي تنطقون بلسانه وتتبنون روايته.
فلماذا تجاهل هذا الاعلام حقيقة الوقفة الاحتجاجية التي جاءت تنديداً بالحرب على غزة وحصارها؟، معتبراً أن أهالي يافا يحتفلون باطلاق الصواريخ على مدينتهم، وأيا كانت فهؤلاء لم ينظموا أنفسهم للاحتفال بتلك الرشقات بقدر ما أنها توافقت مع توقيت اطلاق الصواريخ بتقدير قادر.
والأكيد، أنه لا أحد يعلم توقيت استهداف يافا وتل ابيب بالصواريخ، فلماذا هذا التحريض الأرعن؟!، إن الجواب على هذا السؤال وغيره واضح وضوح الشمس في كبد السماء، فلطالما يتغنى الاعلام العبري بمضوعيته ومهنيته وينادي بحرية التعبير، إلا أنه لم يُنتزع من حقيقة وجوده ومآربه أنه اعلام خبيث مسيّس أرعن، ينطق بلسان الجيش الاحتلال الاسرائيلي.
أراد هذا الاعلام بتحريضه الدائم على مدينة يافا تحقيق أمرين، الأول: تأكيد استمرار المقاطعة المستمرة وبقوة منذ هبة الكرامة العام الماضي. والثاني: تعزيز حملة التهويد على المدينة لتعزيز الحرب الديموغرافية المسعورة التي تديرها المؤسسة الإسرائيلية بكافة أذرعها.
هكذا كان وهكذا سيكون ولن يتسطيع أحد مهما أوتي من قوة بلاغة أن يُشوّش هذه الحقيقة، أن الاعلام العبري هو بوق شيطان لجيش احتلال.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]