عن أي انسانية يتحدث هؤلاء القوم؟!، اذا ما كانت دجاجات المدينة البريئة في مرمى كلابهم، وقد أصبح صوت الدجاجات يقض مضاجعهم ووجودها في أزقتها يُزعج كيانهم.
الانسانية والشعارات التي يتغنون كما حال لهم منطقهم المخادع، فلا صوت الدجاجات يحلو لهم، ولا مشهدهم يروق لهم. لا يحق لحيوانات المدينة الأليفة العيش هنا، يلاحقونها تارةً بتقديم شكاوى في البلدية بدعوى الازعاج الصادر من صياح الديكة في أوقات الفجر، وتارةً عدم الرغبة في وجود هذه الدجاجات في أزقة المدينة ترعى من خشاش الأرض.
إنهم دعاة الإنسانية الذين أتوا لنا بسيدة تجر كلباً وبفمه دجاجة كانت ضحيةً وجدت نفسها بين فكيّ كلباً شرساً، فكل شيء يجوز لهم حتى العبث بكل ما يدل على هوية هذه المدينة وتاريخها، فأين تلك الانسانية المزعومة؟!. أحدهم اقترب منها ليقول لها :"الرحمة بهذه الدجاجة،خلصيها من العذاب"..
أجابت بكل وقاحة :" من أفلت هذه الدجاجات في هذه الحديقة"!
الانسانية الكذابة تجلت وبكل صورها في النظرة للحيوان والانسان، فصوت الأذان يُزعجهم، ومشهد مآذن المدينة وكنائسها يُعكر عليهم صفوة المشهد، فإذا كان صوت الأذان الصادر من المساجد، وصوت أجراس الكنائس تُزعجهم، فإنهم وبكل تأكيد سينزعجون من صوت الديك الذي يدعو بصياحه الى الصلاة "اذا صح القياس"، كل شيء في دائرة الملاحقة.
كل شيء أمام انسانيتهم المزعومة ملاحق، بما في ذلك الدجاجات البريئة التي يتم ملاحقتها من قبل دعاة الانسانية الكذابة بشتى صورها المخادعة.
مُخطئ من ظنّ يوماً أن للثعلب ديناً.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]