ألقى الشيخ محمود شنير خطبة صلاة الجمعة من على منبر مسجد السكسك المحرر في مدينة يافا، حيث تحدث في خطبته عن نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، وما تبعها من نكبات متتالية، كما وحثّ الآباء على مراقبة أبنائهم وإصلاحهم وإرشادهم إلى الطريق الصحيح.
وقال الشيخ محمود شنير خلال خطبته " النكبة عام 48 شملت تهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، كما وتشمل المجازر وأعمال النهب ضد الفلسطينيين وهدم أكثر من 500 قرية وتحويلها إلى مدن يهودية، أضف على ذلك هدم البيوت والمساجد ففي كل عام يحتفل الشعب اليهودي بعيد الاستقلال في يوم تحولت فيه فلسطين إلى دولة يهودية، في اليوم الذي اصبحت فيه فلسطين دولة يهودية مستقلة، ونحن في هذا اليوم بدلاً من أن نحزن على ما ضيعنا من أرض ووطن نخرج إلى المتنزهات لنشوي اللحوم، ونخرج من بيوتنا لنهنئ الشعب اليهودي لانتصاره علينا، نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم، أتعرف يا عبد الله ما هي أكبر نكبة لهذه الأمة، أكبر نكبة أن الامة تعيش في جهل دامس لا تعرف عن وطنها شيئ، ولا تعرف عن دينها شيئ، فإن سألت أحد الفتيان ما هي النكبة أتظن أنه سيجيبك على ذلك، إن كنت تظن كذلك فقد أخطأت".
وتساءل الشيخ شنير "هل جلست أيها الأب مع ابنائك في يوم من الايام لتشرح لهم عن وطنهم وارضهم؟، هل غرست فيهم حب الوطن أم فقط تهتم في مستقلبهم المادي؟، فأمة الاسلام تعيش النكبات تلو النكبات، ومنها أن استطاع اعداء الاسلام أن يغرسوا في شبابنا الفكر الشيوعي والفكر الالحادي فكم من شاب كان سباقاً لصلاة الفجر، والآن أصبح شعاره لا إله والحياة مادة، من هذه النكبات أن استطاعوا أن يغرسوا فينا الكراهية والبغضاء لبعضنا البعض، استطاعوا أن يفرقونا إلى فرق وأحزاب، فأين قول الله سبحانه وتعالى "وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ"، ومن بين هذه النكبات أن استطاع أعداءنا أن يغربوا عنا لغتنا الأم لغة القرآن، حتى أصبح أحدنا يتكلم لغة عربية مدموجة بالكلمات العبرية، ليس فقط كلامنا عبري بل أسمائنا قد غيرت إلى أسماء يهودية، وأيضاً انهم استطاعوا أن ينشروا بيننا الخمور، حتى أصبح الشاب المسلم يتيح لنفسه شرب الخمر وينشرها بين اصحابه واخوانه، واعراسنا التي تسمى إسلامية أصبحت تدار فيها الخمور".
وأردف "أين الآباء الذين يشرحون لأبنائهم ويبينون لهم الخطأ من الصواب، أين الآباء الذين جلسوا مع أبنائهم وبينوا لهم الحلال من الحرام، أين الآباء الذين يراقبون مع من يخرج أبنائهم ومن يصاحبون، أين من يخافون على أبنائهم من الهلاك، فأي مصيبة هذه بأن نرى أبنائنا يمشون في الشوارع وهم سكارى ولا يعقلون ما يقولون ولا ما يفعلون ربماً لو نفثنا على أحدهم لسقط على الأرض من شدة سكره، فإن لم نفعل شيئاً ضاع شبابنا، وإن لم يتحرك الآباء لإصلاح أبنائهم فسد المجتمع".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]