مع دقات الساعة الثامنة مساءً وفي اجواء من السعادة والعز والبهاء، احتضنت مساء امس السبت مدينة يافا عروس فلسطين مهرجان المرأة العربية الذي اتسم بطابع تراثي فلسطيني بارز من خلال الفقرات المتعددة التي زينت المهرجان، وهناك ومع لحظات عناق الشمس لامواج البحار وغروبها اشرقت شمس فرقة الفنون الشعبية يافا- حركة الشبيبة اليافية على الحضور اليافيين بالاصل واليافيين بعشق يافا الذين وصلوا من كل البلدان العربية للمشاركة في مهرجان المراة بتنظيم مسرح السرايا.
المديرة الفنية للمهرجان، الفنانة روضة سليمان "أعربت عن رضاها الفائق من النجاح الباهر والحب الكبير الذي استقبل به الجمهور النوعي الذي ام المهرجان فقرات الامسية المختلفة، وذلك الحماس الذي أشعل الامسية حباً ووطنية. كما وأكدت مديرة المهرجان عشقها الأخاذ ليافا ولفكرة المهرجان بأيامه الثلاثة، مؤكدة أن صوت المرأة وفكرها ثورة هي رائدة في الفن والإبداع والعلم والعمل الثقافي والجماهيري".
وقد شارك بالأمسية العديد من اهالي يافا ومعالي وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية السيدة خلود دعيبس أبو دية واعضاء الهيئة الإدارية لمسرح السرايا، والمدير الاداري لمسرح السرايا الاعلامي برنارد طنوس والمدير الفني الفنان محمد بكري، وباقة من رواد الفن والمسرح والتراث الفلسطيني.
وبأجواء مخملية معبقة بروائح امواج يافا ونداءات الصيادين وروائح الملح المجبول بعرق الاجداد، انطلقت الامسية مع فقرة غزيرة من الدبكة والقصائد اليافية التي قدمتها طفلات من يافا.
وتولت تقديم وعرافة الامسية السيدة مها زحالقة مصالحة، وهي ناشطة ثقافة وجماهيرية ومديرة قسم الثقافة في مجلس كفر قرع المحلي، واستهلت كلمتها بالمباركة ليافا عرسها الثقافي الفلسطيني. ومرحبة يالضيوف القادمين إلى رحلة الشوق بين سراديب وأروقة السرايا، وقدمت عريفة الحفل تحية ومقدمة حول رؤيا المهرجان موجهة بذلك تحية للمرأة الفلسطينية في كل مكان، في فلسطين والشتات ولكل يافي ويافية يحلمان بالعودة ويغنيان سنرجع يوماً ونغرق في دافئات المنى، وقد أسهبت في تحيتها قائلة:"تحية للمرأة الفلسطينية القوية المناضلة الباسلة -"يأسٌ يضيء ولا يحترق" أنت سيدتي! تحية للأسيرات المناضلات المكافحات العاملات المثقفات القياديات السياسيات وربات البيوت..تحية للأمهات الأمهات، تحية لأخت الشهيد وام الشهيد!" واستطردت زحالقة مصالحة :" ألف ألف تحية للمرأة التي تعمدت بالجراح الثخينة..المرأة التي علمت العالم بأننا لسنا لاجئين، إنما الأرض لاجئة في جراحنا..الأم التي تلد امة وتربي ابنها بأن بلاده بعيدة عنه كقلبه وقريبة منه كسجنه! تحية للام التي تربي ابنها ان الوطن ليس حقيبة وانه هو العاشق والأرض حبيبة ..وهو أبداً لن يسافر".
ثم وجهت عريفة المهرجان تحية كبيرة لفرقة الفنون الشعبية اليافية التي افتتحت المهرجان بالفولكلور الفلسطيني و الدبكة ذات النكهة اليافية.
وبين حنين للبرتقال الحزين وبرج الساعة وشوق للقدس، فقد دعت السيدة مها زحالقة معالي وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية السيدة خلود دعيبس أبو دية مؤكدةً ان فلسطينيو الداخل يقدرون ويفخرون بنجاحاتها كوزيرة للسياحة والآثار الفلسطينية رغم عدم الاستقرار السياسي والتحديات الكبيرة التي تواجه تطوير السياحة في فلسطين في ظل الظروف الصعبة، إلا انك تفلحين وتفلحين في تحقيق الانجازات في وزارتك..نشكرك ونعتز بك لأن وضع فلسطين على الخارطة السياحية إنما هو تثبيت لها على الخارطة السياسية.
من جهتها أعربت الوزيرة عن سعادتها القصوى وفخرها بالتواصل المشرف مع عرب الداخل وتعزيز رؤيا الشعب الواحد موجهة دعوة للحضور لتشجيع السياحة لدى اخوانهم الفلسطينيين، وعبرت عن سعادتها بالتواجد في يافا مشيرة الى ان الحواجز لن تفرّق بيننا أبداً، فالمرأة الفلسطينية هي ذات قدرات عالية بل وعظيمة لتتصدى للاحتلال وذلك من خلال الحفاظ على الوحدة فهي القوة الأعظم.
وقام السيد عمر سكسك رئيس الهيئة الإدارية في مسرح السرايا بتكريم الوزيرة من خلال تقديم هدية تذكارية مصوّرة ليافا - من تصوير الفنان كامل سطل. لتبقى يافا ذكرى وواقع مخلد للأبد.
وكعادتها استشهدت عريفة المهرجان بسيد الابجدية قائلة: "اليوم ُنكرم المرأة الفلسطينية بمقولة محمود درويش "لن أسميك إمرأة، سأسميك كل شيء"..تحية للمراة الفلسطينية المناضلة، تحية المرأة التي ما زالت تورث أبناءها الكبرياء الفلسطيني الذي تراه في جدران نكبتنا، وتلك الكرامة التي تصرخ بها أجراس الكنائس ومآذن الجوامع في فلسطين".
ومن ثم دعت الراعية الاولى للمهرجان التي واكبته بكل حيثياته الصغيرة والكبيرة، الفنانة روضة سليمان وهي المديرة الفنية للمهرجان التي تقف من وراء الرؤيا والافكار الفنية الثقافية الفلسطينية المستمرة لمدة ثلاثة ايام، بدورها حيّت الفنانة روضة سليمان "معالي الوزيرة واعضاء الهيئة الادارية لمسرح السرايا والطواقم العاملة في المسرح، مرحبة بالضيوف النوعيين الذين اموا المهرجان موضحة لهم انهم ليسوا ضيوفا في يافا، لان يافا وطن لكل فلسطيني".
ثم انتقلت الجماهير الى فقرة الفنانة اليافية تمام عارف الأكحل - شموط، وفي هذا السياق اشارت عريفة المهرجان الى انه سكننا أمل مشاركتها في المهرجان إلى آخر لحظة، ولكنه مشهد جديد في سيناريو الهمجية والعنصرية حال دون وجودها معنا جسداً.. الفنانة التي رسمت التهجير والمخيم.. واحتفظت بكوشان بيتها اليافي ومفتاحه،- رسامة الجرح الفلسطيني وسفيرة الجرح التشكيلي، هي المناضلة الفنية التي عرّت ريشتها الاحتلال الاسرائيلي..
ومن ثم تحدث الفنان محمد بكري المدير الفني الجديد المسرح السرايا في يافا وقد اكدت عريفة المهرجان بأن الفنان محمد بكري علم بارز في مأسسة القضية الفلسطينية في الرأي العام العالمي من خلال أعماله المسرحية والسينمائية التي تضرب عنق العنقود الصهيوني في صميمه، وهو الذي يحمل على كتفه هموم الفلسطيني المتشائل-مسرحيته- التي هزت مسارح العالم، عيد ميلاد ليلى الفلسطينية، زهرة وجنين جنين ويطول العد ويطول.مع المدير الفني لمسرح السرايا وتحية المهرجان!!!
بدوره فقد قدم السيد بكري كلمة مقتضبة عل الدور الرئيس للمرأة في حياتنا، مؤداً حبه الكبير للمرأة وهي امه، اخته، حبيبته، خالته، عنته، جدته ووطنه فلسطين.
ومن ثم عاشت الجماهير قرابة الساعة من الزمن مع الفنانة الفلسطينية سناء موسى وفرقة نوى اثر الفنان محمد موسى عود وإشراف فني، سهيل نصار قانون والياس حبيب ايقاع. ورحلة في عباب التراث الفلسطيني من خلال أروع أغنيات البوم "إشراق". وقد غنت الجماهير وبكت وحنّت واشتاقت وعادت لتردد موطني موطني وقوفاً إجلالاً ليافا فلسطين وفلسطين يافا. وبهذا عاشت يافا ليلة فلسطينية وطنية عريقة من الطراز الأول لم يعكر صفوها الا غياب كل يافي حر مُهجر عن وطنه ولا يزال يحلم بالعودة. رحلة على متن براق النوستالجيا لفلسطين التراث،تراث جداتنا..ركن من أركان الثقافة والحضارة..تلك الأيام التي كانت تعج بحب الناس والبساطة وعمق العمق!
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]