تصوير : محمود عبيد
إنطلق مساء السبت مهرجان "إنتصار الكرامة" الذي نظمته لجنة متابعة قضايا الأسرى المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، في ساحة مسجد الجبلية بمدينة يافا وسط مشاركة أكثر من 1300 من الأهالي يافا واللد والرملة والقدس وسائر بلاد الداخل الفلسطيني ، بالإضافة إلى أعضاء الكنيست والقيادات المحلية والقطرية وذوي الأسرى وعدد من السجناء السياسيين المحررين.
ويأتي هذا المهرجان الإحتفالي والذي حظي باهتمام إعلامي واسع من كافة وسائل الإعلام في البلاد تضامناً مع أسرى الحرية في السجون الإسرائيلية وإحتفالاً بالنصر الكبير والإنجاز التاريخي الذي حققه الأسرى من خلال معركة "الأمعاء الخاوية" وإنتصار إرادتهم على ظلم السجان.
هذا وسيتم خلال المهرجان تكريم الأسرى السياسيين من القدس ويافا، اللد والرملة ممن تم إطلاق سراحهم وسط مشاركة ذويهم من كافة أرجاء البلاد.
فقرات مهرجان "انتصار الكرامة"
وقد تولى عرافة المهرجان الشيخ أحمد أبو عجوة رئيس الحركة الإسلامية في المدينة، فأسهب بتقديم الفقرات مرحباً بالضيوف من الجليل حتى القدس والنقب وبالأسرى المحررين وذويهم ممن حضروا المهرجان، تلاه كلمة المدينة ألقاها عضو المجلس البلدي سابقاً السيد عمر سكسك ووجه خلالها التحية لسجناء الحرية الذين ضحوا وجاعوا ليشبعونا عزة وكرامة، وألقى أبياتاً من الشعر إحتفاءً بالشيخ رائد صلاح وما يقدمه لخدمة المقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، بعد ذلك كلمة نادي الأسير القاها السيد ناصر قوس.
كما وتخلل المهرجان عدد من الفقرات الفنية من بينها أنشودة هادفة لفرقة الإعتصام، تلاها فقرة حوار بين أسير وابنته جسدها الفنان كفاح زريقي، بالإضافة إلى فقرات فنية لفرقة صقور القدس وصقور سور باهر.
كلمة رئيس لجنة المتابعة السيد محمد زيدان
تعذر السيد محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني عن الحضور للمهرجان فبعث برسالة قرأها بالنيابة عنه الشيخ أحمد أبو عجوة عريف المهرجان وقال فيها "نرحب بجميع الحضور مع حفظ الألقاب والأسماء والمناصب، ونخص بالشكر وفد القدس الشريف والأسرى المحررين وذويهم، وأؤكد أن أسرانا السياسيين أسرى الحرية قد حققوا انتصاراً تاريخياً عبر معركة الأمعاء الخاوية على الظلم والقهر الإسرائيلي.
وأضاف زيدان في كلمته "كم كان يسرني أن اشارككم اليوم في هذا الحفل في يافا التي نحبها لولا وعكة صحية ألمت بي، وسأجتهد قريباً في أن أزور يافا لنبارك لأسير الحرية حافظ القندس ونشاركه فرحة عودته إلى بيته وأهله".
كلمة رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح
وقال فضيلة الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني ورئيس لجنة متابعة قضايا الأسرى في كلمته "جاء انتصار معركة الامعاء الخاوية ليصيح في وجه السجان محققاً قول الشاعر "إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر، ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر"، هذا هو الذي نتعلمه من معركة الأمعاء الخاوية، واسمعوا نصيحتي التي قلتها عشرات المرات، ولا زلت أقولها "على أعتاب السجون لا لن نذل ولن نهون".
واضاف فضيلته "فنحن الشعب الفلسطيني لسنا هواة سجون ولا نحب أن نحيى في العتم وخلف القضبان وفي الأصل نحن شعب نحب الحرية ونحب شمس يافا وشمس حيفا وشمس عكا وشمس اللد والرملة وشمس الشموس في القدس الشريف، نحب أن نحيى مع عائلاتنا، ولكن مع كل هذا نقول بلا تردد للسجان اسمع يا سجان ويا من تقف وراء السجان، نقول لكم بصراحة رغم أننا لا نحب السجون ورغم أننا عشاق حرية ومع ذلك إن فرضتم علينا بين أن تنتازل عن حب فلسطين والسجون، فنقول مرحباً بالسجون، إن فرضتم علينا بين أن تنتازل عن الانتصار للقدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة ومقدسات القدس أو أن نُسجن نقول نعم مرحباً بالسجون، وان فرضتم علينا عدم البقاء في مقدساتنا وبيوتنا وبين عائلتنا أو أن نُسجن فنقول مرحباً بالسجون، إن فرضتم علينا ان تنتازل عن بناء الجليل والمثلث والنقب وعكا وحيفا ويافا واللد والرملة أو أن نسجن نقول مرحباً بالسجون، وإن فرضتم علينا أن تنتازل عن حق العودة أو أن نسجن نقول مرحباً بالسجون، أتدرون لماذا لأننا لا نخاف السجون أبداً، فنحن كما قال سيدي عمر المختار نحن شعب لا يستسلم ننتصر أو نموت، قد نسجن لن نستسلم، نوضع خلف القضبان لن نستلم، تطاردنا المخابرات في كل أنحاء الدنيا لن نستسلم، نحن شعب لا يستسلم ولا نخاف السجون".
وأردف فضيلته "نبشر أنفسنا ونبشر كل أحرار الدنيا بدون استثناء نقولها سجون الظلم الاسرائيلي لدمار بإذن الله رب العالمين، ومن قلب يافا التي نحبها جميعاً والتي يشرفنا أن نحتشد فيها مرة بعد مرة، أرى من الواجب باسم الجميع وباسم كل الحضور وبشكل خاص باسم لجنة متابعة أسرى الحرية التي تمثل كل القوى السياسية بدون استثناء في الداخل الفلسطيني، نقول ألف شكر لكم يا أسرى الحرية ألف شكر لكم فنحن مدينون لكم، نحن تحدثنا عن الحرية وأنتم صنعتم الحرية، نحن تحدثنا عن الكرامة وأنتم صنعتم الكرامة، نحن تحدثنا عن الانتصار وأنتم شققتم الطريق للانتصار، فبارك الله فيكم يا أسرى الحرية، بارك الله فيكن يا أسيرات الحرية، سنمضي معاً في طريق الحق والحرية والعدالة لكل فلسطيني في العالم حتى بإذن الله يرفرف علم الاستقلال الفلسطيني في سماء القدس الشريف بإذن الله رب العالمين".
وقال فضيلته "علمنا الأسرى خلال معركة الأمعاء الخاوية كيف يتحول الضعف الفلسطيني إلى قوة هزّت كل الأرض وهذا ملموس ومشاهد عندما كانت معركة الأمعاء الخاوية من اليابان حتى بريطانيا بل حتى القارة الأمريكية وقفت كل أحرار الدنيا تردد صدى صوت الحرية الفلسطيني وتتضامن معهم بالإضراب معهم عن الطعام، فكل الأرض أضربت عن الطعام انتصاراً لأسرى الحرية، وعلمونا أيضاً كيف نحول أسرنا إلى مقاومة، أسمتعم في التاريخ عن أسير جائع، عن أسير مقيد خلف القضبان في ظلمات الزنازين، عن هذا الاسير في كل الموازين يقال عنه أسير ضعيف أعزل، ومع ذلك ينتصر على السجان، هذا هو الدرس العظيم كيف تتحول قضية أسرنا إلى مقاومة باذن الله، كيف يتحول قيدنا إلى تحدي، وأصبح القيد حول معصمنا أجمل من أجمل اسوارة في العالم، أصبح القيد حول أسيرة الحرية أجمل من أجمل كل ذهب الدنيا وكل فضة الدنيا".
وأضاف "تعلمنا منهم كيف نقول لا للقهر لا للإذلال، كيف نقول لا في وجه الظالم وننتصر على الظالم بحمد الله رب العالمين، لقد حوّل أسرى الحرية وبحق حولوا عبر هذا الانتصار الكبير في معركة الأمعاء الخاوية أدب السجون إلى حقيقة، فلقد تحقق قول الشاعر "يا ظلام السجن خيّم إنما نهوى الظلام، ليس بعد الليل إلا نور فجر يتسامى"، نور انتصار معركة الأمعاء الخاوية على ظلام السجون الإسرائيلية بحمد الله رب العالمين".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]