بعد أسابيع قليلة ستنطلق انتخابات المجالس المحلية في منطقة يافا، اللد والرملة، وبما أن حياتنا حياة معقّدة وتعنينا بشكل كبير، فإن التمثيل الانتخابي في هذه الجولة مهمٌ للغاية، خاصة في ظل الهيمنة اليمينية في سدة الحكم التي ستنعكس على المجالس المحلية في المدن المذكورة.
فالتجربة الانتخابية في الدورة السابقة لم تنجح بتحقيق مكاسب للمواطنين وحلّ قضاياهم، وما يُؤكد ذلك أن التمثيل العربي الذي حظي بأربعة مقاعد في الرملة، و6 مقاعد في اللد، ومقعدين في يافا، لم يفِ باحتياجات المواطنين رغم أن التجربة كانت مهمة للغاية، الا أنها لم ترتقِ إلى المستوى المطلوب.
إن أبرز ما أفرزته انتخابات السلطات المحلية السابقة كان ادخال أكثر من 11 عضواً في المجالس المحلية في كل من يافا، اللد، الرملة، لكن لم تُحقق هذه الحالة تطلعات المجتمع لا من حيث توفير الخدمات ولا تسهيل اجراءات الحياة على المواطنين، وقد تهاوت كل الشعارات التي دعا إليها المرشحون في حملاتهم السابقة، وما استقالة بعض الأعضاء سوى تأكيد على أن منطقتنا لم تستوعب حجم المؤامرة من جهة، وثقل المسؤولية الملقاة على كاهل ممثلي الجمهور من جهة أخرى.
إن نقاط القوة التي يمتلكها سكان المنطقة أكبر بكثير من أن نحصرها في مقال واحد، أبرزها أننا لا ننصاع إلى عصبية عائلية أو سياسية، وأننا نحب مدننا مهما كانت الظروف والمصاعب، وهذا لوحده يكفي بأن تنظر مدننا الى تشكيل قائمة واحدة برؤية واحدة، فهمنا واحد وقضيتنا واحدة.
ندعو إلى إعادة النظر بمن نُرشّح لتولي مهمة تمثيل المجتمع في المجالس المحلية، وندعو إلى مبادرة تشكيل قائمة أم واحدة تخوض الانتخابات البلدية، كل قائمة تُمثل مدينة مستقلة عن التمثيل في المدينة الأخرى، تنتهج سياسة واحدة تفرضها متطلبات المنطقة في اطار الرؤية الواحدة للقائمة الأم.
المطلوب منا في هذه المرحلة، عدم توفيت هذه الفرصة، فإن الشرذمة إذا ما وقعت ستعود بالوبال على نتائج الانتخابات، وستكون كارثية على الأقلية العربية التي تعيش في يافا، اللد والرملة، والأجواء السلبية والحالة السيئة التي تعصف في المنطقة ستزداد قتامة، فالانفراد بقوائم منفصلة سيُضيع الأصوات وسيُفوّت علينا فرصة التصدي لهيمنة اليمين المتطرف وسياسات الدولة الفاشية تجاه المواطنين في المنطقة، حيث أن استطلاعات الرأي تُشير أن كل من رؤساء بلديات تل ابيب، اللد والرملة الحاليين سيفوزوا بفارق كبير على منافسيهم، وبالتالي هناك ضرورة ملحّة للتفكير بطريقة أجدى للتأثير على قرارات المجالس البلدية.
لنبادر الى تشكيل قائمة واحدة للمجتمع العربي في يافا، اللد والرملة لخوض الانتخابات وتصبح بمثابة مجلس أعلى يفرض سياسات القوائم في كل مدينة على حدى، فلنتعلم من تجربة الماضي وننظر باتجاه مستقبل أفضل.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]