وصل موقع يافا 48 بيان صادر عن الوقف الإسلامي في مدينة يافا، جاء فيه " منذ ان تم تحرير وافتتاح مسجد السكسك من جديد في عام 2009، كانت هنالك محاولات عديده للتضييق على المسلمين في المدينة وعلى القائمين على المسجد، تارة من قبل الجيران المهاجرين المحيطين بالمسجد وتارة من قبل جهات عنصريه اخرى لا تريد لهذا المسجد التواجد أصلا. هذا إلى جانب التوتر الحاصل لديهم بخصوص صوت الأذان.
بفضل من الله استطاع القائمين على وقف السكسك في حينها عام 2009 وضع اليد ايضا على قطعة ارض صغيرة ملاصقة بالمسجد بمساحة حوالي 20 متراً مربعاً وذلك من الجانب الشرقي الشمالي للمسجد إلا انها لم تُسجل بشكل رسمي كجزء من وقف مسجد السكسك كونها كانت بوضع اليد فقط.
وبعد فترة قليله من الزمن استطاع القائمين على وقف السكسك تبديل هذه القطعة الصغيرة بأخرى اكبر بمساحة 65 متراً من الناحيه الشرقية الجنوبية للمسجد على شارع بن جمليئل (בן גמליאל) وقام متولي وقف السكسك في حينها بوقفها وقف خالص وتام لصالح مسجد السكسك وتم تسجيل هذه الوقفية عليه في المحكمة الشرعيه وفي دائرة تسجيل الأراضي بشكل رسمي وتم تعيين الحاج عمر سكسك (ابو محمد) متوليا عليها وعلى المسجد.
إلا ان الارض الموقوفة المذكورة كانت وما زالت بدون حقوق بناء من اي نوع ولا انتفاع منها بشكل مجدي كونها بدون حقوق بناء وتستعمل منذ ذلك الوقت والى يومنا هذا كمخزن.
ولكن هنا جاءت مشيئة الله (بعد إخلاص النية في هذا العمل المبارك للوقف والقائمين على مسجد السكسك ) لتجعل بعد سنوات من هذه الارض الموقوفه قيمة وقفية عالية ونافعه للمسلمين بشكل كبير.
وكما قال الشاعر " وتشاءُ أنت من البشائر قطرةً ويشاء ربُك أن يُغيثك بالمطر وتشاء أنت من الأماني نجمةً ويشاء ربُك أن يناولك القمر".
فقبل حوالي العامين بدأت هنالك تحركات لشركة عقارية اجنبية تمتلك كل ما هو ملاصق للأرض الموقوفه المذكورة على شارع بن جمليئل وأرادوا اقامة مشروع تجاري وسكني كبير بجانب الارض الموقوفه المذكوره وشاء الله ان تكون الارض الموقوفه هذه شوكه في حلق المشروع والشركة العقاريه والمستثمرين وعقبة لهم وقد حاولوا من خلال التهديدات والدعوات القانونيه التضييق على الوقف ومتولي الوقف بشتى السبل الأخرى. إلا انه وبفضل من الله وبعد تدخل الوقف الاسلامي في يافا الى جانب القائمين على مسجد السكسك ومتوليه استطعنا صد كل المحاولات للمس بهذه الارض الوقفية او بالمسجد وبات الحل الوحيد لدى الشركة العقارية المذكورة التباحث مع وقف يافا والقائمين على المسجد ومتوليه للخروج بحل مجدي للطرفين. وبعد حوالي العامين من المد والجزر توصل الوقف الإسلامي يافا ووقف السكسك ومتوليه الى انجاز وقفي كبير وهو الحصول على عقارين في المشروع، الاول شقة سكنية بمساحة حوالي 100 متر مربع والثاني محل تجاري بمساحة حوالي 65 متر مربع بالإضافة إلى مصفين لسيارتين داخل ذلك المشروع ولتكون الشقة والمحل التجاري ملاصقين للمسجد من الناحية الشرقية وذلك من خلال التبادل مكان الارض الموقوفة المذكورة بمساحة 65 متر مربع والغير منتفع بها بشكل مجدي كما ذكرنا.
للتوضيح فقط ننوه ان القيمة العقارية للأرض ال65 متر (وهي بدون حقوق بناء ) حسب التخمين العقاري تصل إلى 106 مليون شيقل. بينما القيمة العقاريه للشقة السكنية والمحل التجاري والمصفات للسيارات التي استطاع الوقف ومتولي وقف السكسك تحصيلهم تصل إلى حوالي 705 مليون شيقل وهذا بالاضافه الى الانتفاع الذي سينتفع منه المسجد من التأجير بعد الإنشاء والتسليم.
هذا وقد قُمنا قبل ايام ومن باب الحفاظ على كل ما انجزه الوقف ومتولي وقف السكسك لصالح المسجد بتسجيل الوقفية الجديده المذكورة في المحكمة الشرعية وإقرارها وتثبيتها وقد صادق عليها القاضي محمد زبده (ابو اياد ) في محكمة القدس الشرعية كوقف تام وخالص على مسجد السكسك وله منا كل الشكر والتقدير.
هذا الإنجاز لا يختصر على الجانب المالي والقيمة العقارية للوقف والمسجد وحسب وانما هو ايضا انجاز تاريخي وسابقة لم تحصل منذ العام 1948 ليكون مسجد السكسك اول مسجد في يافا تُوقف عليه مساكن ومحال تجارية منذ العام 1948 وليكون ذلك اول تجديد لعملية استوقاف المساكن والمحال التجارية لمسجد في يافا ووقفهم لعامة المسلمين كما جرت العادة قبل العام 1948.
نسأل الله تعالى ان تكون هذه بداية لتحريك عجلة الوقفيات في مدينة يافا وتحفيز اصحاب المال والعقارات للصدقة الجارية ووقف من بعض ما رزقهم الله وقفا ينفع عامة المسلمين إما لمشروع خيري عام وإما لصيانة المقدسات الإسلامية في المدينة بشكل خاص.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله
الوقف الإسلامي يافا
عنهم رئيس الوقف
المحامي محمد عبدالله دريعي
22.3.2024
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]