قتل 3 مواطنين أبرياء من مدينة يافا من قبل رجال الأمن والشرطة خلال الأعوام الماضية، كان أولها في عام 2017 عندما تم قتل الشاب مهدي جمال السعدي على يد شرطي في شارع مجين ابراهام في مدينة يافا فجر السبت الموافق 29.7.2017.
وفي حينه، ضجّت المدينة واعلنت الشرطة أنها أغلقت الملف وقامت بتبرئة الشرطي بعد أن منح اجازة عن العمل، ولم ير العدل مساراً منصفاً، تاركاً أماً ثكلى وأبا ما زال يتلوع بفقدان ابنه وغصّة في القلب مريرة، فالقاتل معروف، لكنه حرا طليقا ينعم بحصانة الشرطة، وأب لم يطفئ لوعة الألم الذي مضى عليها أكثر من 6 أعوام.
والحادث الثاني قيام جندي مسرّح من الخدمة بقتل الشاب محمد زتونية والبالغ من العمر 19 عاماً .في 21.12.2022، حيث تم اطلاق سراح الجندي ولُفقت التهمة على الضحية كما جرت العادة، وبقيت العائلة تجر معها حسرات فقدان الولد، دون تقديم المجرم الى العدالة، ليتم اطلاق سراحه فوراً بعد الحادثة بدعوى الدفاع عن النفس، وطُويت صفحة محمد الضحية، وطُويت معه العدالة الزائفة.
لم تمر سوى سنة ونصف لتأتي قضية مقتل السيد يعقوب الطوخي "48 عاماً"، من كان يفكر أن يكون يعقوب هذا الرجل صاحب الخلق الرفيع والابتسامة العريضة، وروح الانسانية التي تملأ فؤاده هو ضحية قتل متعمد بهذه الوحشية، فهو متطوع في طواقم الانقاذ يقدم من معرفته وخبرته لاجل انقاذ الآخرين، لكن هذه المعاني الانسانية الراقية لم تُسعفه، فكان ضحية حادث قتل بدم بارد من قبل شرطي أطلق عليه أكثر من 12 رصاصة وهو على بعد أمتار من بيته. رصاصات قاتلة اطلقت أمام مرأى ومسمع المارة مساء اليوم الجمعة 12.4.2024، تاركاً وراءه ابنتين وعائلة ثكلى.
هذه الحوادث لم نكن نسمع عنها قبل عام 2017، لكن سرعان ما توالت بفعل سكوت مدوٍ من قبل المدينة وقيادتها. وبلطجة الشرطة ورجال الامن الذي تحصّلت على السلاح من بن غفير، ونالت كل الدعم منه ومن حكومة ستخرج عما قليل لتعلن انها تدعم بكل قوة رجل الشرطة الذي اطلق النار على السيد يعقوب طوخي "ابو ميرال"، لتطوى عما قريب القضية وسيتم اغلاق الملف سيراً نحو الحادثة القادمة .
سكتت المدينة وتقاعست، فقتلت الشرطة وعناصر جيشها ثلاثة مواطنين عرباً بدم بارد.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]