لا تعني لهذا السفيه القضية التي لأجلها خرجت جموع الغاضبين في مسيرة تشييع جثمان الشهيد يعقوب طوخي الذي قُتل بدافع كميات كبيرة من تحريض أعمى تكدّست في عقلية شرطي حاقد رضع الكراهية على مدار سنوات . هذا الشرطي لم يراعي الجيرة وشراكة اللغة والثقافة، لأن ما رضع من كراهية وحقد على مر السنوات كان كفيلة أن ينسيه كل معايير الأخلاق وحتى الانسانية، فهو يخدم في وحدة خاصة تابعة للشرطة فماذا نتوقع؟!، لذلك أفرغ ذخيرة مسدسه كاملةً على صدر يعقوب فأرداه قتيلاً مظلوماً، فوقع جثة هامدة على قارعة الطريق.
كل هذه المعاني لا تعني شيئاً لهؤلاء المحرضين، فقد اجتزأ هذا السفيه بعض الشعارات من مسيرة التشييع الغاضبة التي خرجت في يافا، دون أن يستوعب او يجتهد قليلا لماذا خرجت هذه الجموع ..!
ولأن المشترك بين القاتل وهذا السفيه الذي يظهر في مقطع الفيديو هو الكراهية وارتفاع منسوب الحقد ضد كل ما هو عربي، فكان الشرطي أن أعرب عن كراهيته وحقده قتل يعقوب، وأما هذا السفيه، فقد عبّر عن كرهيته بتهميش القضية وعدم مراعاة تلك الجماهير التي خرجت لتعبر عن رفضها لهذه العنصرية المقيتة التي جلبت لنا قتيلاً نحمله وسط الشارع بهتافات تعبّر عن رفضنا لهذه الكراهية العمياء بصورة حضارية ومتزنة رغم الغضب ورغم الحزن ورغم اعتبارات لا تعد ولا تحصى. فلم يراعي كل تلك المعاني، لأنه حاقد، فكان مهم بالنسبة له ولجمهوره مزيداً من التحريض ولا شيء آخر، وصدق قوله تعالى "كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ".
ولجموع الغاضبين والحائرين من مصيرنا نقول "لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]