حال مؤسسات المدينة لا يبشر بخير! ربما الركود والتثبيط وعموم الأجواء التي خيمت علينا منذ بداية الحرب طغت على النفوس فنالها نصيب آخر من تثبيط العزائم وتراجع في الأداء.
ونحن إذ نتناول من خلال كلمتنا هذه حاجة المدينة إلى إعادة تفعيل دور مؤسسات المجتمع برمتها. تلك المؤسسات التي نشأنا على وجودها، واستفدنا من حراكها. فضلا عن دورها الريادي على المستوى العام في صقل الوعي الجماعي وحفظ الهوية، وتعزيز الانتماء. وما نحن إلا براعم غرس تلك المؤسسات شئنا أم أبينا.
ظروف المدينة منذ سنوات السبعين من حيث الضائقة السكنية وغيرها من ملفات المدينة، فرضت تأسيس مؤسسة الرابطة لرعاية شئون عرب يافا حتى أضحت أكبر وأهم مؤسسة يافيه. تدير أكبر ملفات المدينة وأعظمها، فكان دورها تاريخيا في حفظ الوجود العربي، من خلال مشاريع صيانة البيوت وتعزيز الهوية العربية اليافية في كافة المحافل والمنابر.
وسيرا مع قضايا المدينة الحالكة، ورفع منسوب الوعي، والحراك الديني، المتمثل بالصحوة الإسلامية. رشح منه وعي متكامل، في إحياء دور المساجد والاوقاف. واستعادة ما تبقي من من الاملاك المسلمة من خلال محاربة لجنة الأمناء في حينه. فكان تأسيس الهيئة الإسلامية المنتخبة واقع حتميٌّ لمجتمع مسلم يسعى إلى الحفاظ على وجوده وهويته. لم يكن تأسيسها مجرد تأسيس مؤسسة عادية. إنما عبقرية وفهم مستفيض ألقى بظلاله بانتعاشه الحراك الاجتماع والسياسي والديني. فكان دورها بطوليا وحراكها مبارك وتاريخيٌّ.
ومع المتغيرات الاجتماعية والسياسية نشأت لنا مبادرات ثقافية وشبابية حيوية منها ما تلاشى ومنها ما لبث يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وما يستوجب النهوض من أجله وتنبيه الضمائر الحيّة. هي إحياء تلك المؤسسات من جديد. فالحاجة التي من أجلها تأسست تلك المؤسسات ما زالت تتعاظم يوما بعد يوم. والقضايا المصيرية تلوّح بمزيد من الضياع وغياب للوجود.
إذا. هي صرخة يقظة بوجه كل واحد فينا أن يهب بدوره، ومن مكان مسؤوليته لنصرة مدينته. تماما كما هي نداءات الساعة. وهي دعوة إلى إعادة هيكلة تلك المؤسسات وتنظيمها من جديد. إحياءً يرتقي بمستوى الأوضاع التي نعيشها. يرفع من منسوب الوعي من جديد، ويشحذ همم تراخت. ويحي نفوسا تشتاق إلى ان يختم الله أعمارهم بالمواقف النبيلة والشجاعة. فالناس في زماننا تموت مرفوعة للرأس والهامة، نالت من ربها الرضوان والاستقامة. ستلقى حتما ربا راضٍ غير غضبان.
علينا فورا درء العصبيّة القبلية، وضخّ دماء جديدة في تلك المؤسسات. فالساعة ساعة انضباط وثبات. والأيام أيام عصيبة، تستوجب الحراك والنشاط. والمؤسسات يافا بحاجة إلى انتفاضة واعدة وعقول مستنيرة ورشيدة، تنظم الصفوف وتعيد حيوية تلك المؤسسات العريقة.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]