لم يخطر ببالنا يوماً ومع ما يطغى فينا من أزمات ونكبات، أن نصيغ هذه الكلمات.
عالمنا هذا كئيب مليء بأحداث جسام لا نقدر عليها، فما من يوم الا وغصّة في القلب تنخر فيه كما ينخر الماء الصخر، إنه ينكت في قلوبنا نُكة سوداء بشعة كل يوم، إنه عالم متعِب حقاً. كفيل بأن يجعلنا في ضنك دائم. (خلق الإنسان في كبد).
ومع هذه الغصّة العميقة، فثمّة شيء مَرّ أمامنا سريعاً، فكان جديرًا أن نقف عندهـ وقفة إجلال وإكبار واعتزاز.
إنه لمن دواع سرورنا أن ننعم وسط أريج نفحات النجاح، جيل يفعمنا بنجاحه وإنجازاته العلميّة والتاريخيّة، التي تبعث فينا روحاً فيها من التفاؤل والرضى بما قدّمه جيلٌ من شباب المدينة.
منذ أسابيع ويزيد انهالت علينا قصص نجاح طلابنا في جامعات العالم، في مشهد جميل، وعالم لطالما سعينا لنعيش فيه. ويخبرنا موقع يافا 48 بخبر تخرّج طبيب أو طبيبة. وحال لساننا يقول هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخيّة...!
من مولدوفا إلى إيطاليا مرورا بالقدس، تخرّج أكثر من 15 طبيبا وطبيبة يافية في عام واحد، فضلاً عن عشرات الطلاب ممن أنهوا تعليمهم في اللقب الأول والثاني في شتى العلوم والتخصصات. ففي حصيلة أولية عابرة وصل تعداد الطلاب الذين أنهو تعليمهم في مجال الطب وفق أرقامنا الى 21 طبيب وطبيبة يافية على مدار عامين 2023-2024..ونحو 40 طبيباً وطبيبة في اللد والرملة.
إنها مبعثةٌ للاعتزاز. وإنها لحظات كم تمنينا أن تتحقق في بلدنا الحبيب. أبناؤنا يعتلون المعالي وعلى منصات التخرّج العالميّة بأسمائهم العربية..! . كم جميل هذا المشهد وكم هي رائعة تلك الصور. وتلك خطوة حتمية نحو مجتمع يسعى الى درء التخلّف، وتحقيقا للذات، وسعيا نحو مستقبل واعد وتليد..
وفي خضم تلك المشاهد لطلابنا الأعزاء وفيما يثير صورهم وهم يحملون الشهادات العليا حالة تقشعر لها الأبدان. ثمة كلمة حق يجب أن تقال: إننا مدينون بالشكر والثناء لهؤلاء الطلاب فقد انتزعوا لنا وسام احترام بين المجتمعات والأمم، قضوا سنين من حياتهم وسط جد وتعب وتضحية وتفانٍ. فالشكر لكم وكل الإحترام لمساعيكم النيّرة في رفعة مجتمعكم الذي يتعطّش لمثل هذه الإنجازات.
وإننا مدينون بالثناء والتقدير لتلك الأمهات المكافحات المناضلات اللواتي دعمن بناتهن وأبنائهن وقد تحملن الصبر على بُعْدِ الأبناء، وتحمل نفقات التعليم، في خضم أعباء الحياة ولوعة فؤاد الأم لابنها البعيد عن الديار.
وإنه موقفٌ يتوجبُ فيه أن نشكر المعلمين والمعلمات ممن ساهموا في صناعة هذا النجاح الكبير، أنتم من صنعتم هذا النجاح، وأنتم من غرستم الغرس الأول، طوبى لكم ولجهودكم وزرعكم الذي أينع فخراً واعتزازاً. وفتح لنا آمالا، وحقق لنا مزيداً من التفاؤل والاعتزاز. شكراً لكم جميعاً.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]