نعم. ليت المصليات التي أُعلن عن إغلاقها في مدارس يافا أكبر همنا. من الواضح أن هنالك أمور تنغّص أكثر ويجب الحديث عنها ، مثل أهمية دور لجان الآباء، والغش في امتحانات البجروت، وجودة العملية التعليمية، والمستوى الدراسي المتدني في المواضيع الأساسية، وضرورة فتح مدرسة للتربية الخاصة، وغيرها.
تلقينا صفعة جديدة بوجه كل من كان له مبادرات حسنة، تربوية وأخلاقية. فان الشماعة أن المصليات غير قانونية، وقد عزت البلدية اعلانها هذا كون المصليات أقيمت في مرافق حيوية (ملجأ وغرف محصنة) وأنها بحاجة إلى ترخيص من قبل أقسام البلدية المختلفة. وعليه يجب اغلاقها فوراً…! نحاول أن فهم هذا الادعاء لكننا بحال لا يمكن التماشي معه.
بعيداً عن حجج البلدية وذرائعها، نحن لسنا هواة مخالفة القانون، ولسنا ممن يسعى إلى تعريض الإدارات و المربيين في المدارس اليافية لخطر مخالفة القانون..! لكن وصلنا كلام فيه اساءة لأهالي المدينة وكأننا نسعى من خلال تلك المصليات الى فرض التديّن والتطرف وأسلمة المدارس.
إنها صفعة بوجه الإدارات المدرسية فالرسالة التي أريد لها أن تصل هي رسالة توبيخ وحد من صلاحيات، ووضع الأمور في قولب الآمر والناهي والسمع والطاعة وهي بالطبع رسالة رفض لكل مظاهر الدينية والأخلاقية. في حين مدارس تل أبيب تصول وتجول دون حد للصلاحيات ودون محاسبة. وعليه فنحن نرفض مبدأ سوء معاملة مديرية التعليم التابعة للبلدية مع المدارس ونرفض بالطبع مبدأ مفهوم التعاطي مع لجان الآباء من قبل بعض المديرين.
وهي صفعة بوجه طلابنا والطواقم التربوية، فبأي وجه سيتم استقبال طلابنا في العام الدراسي الجديد بعد ما أغلقت هذه المصليات عنوة بدوافع قيل أنها دوافع القانون..! أي قانون هذا الذي يمنع طلابنا والطواقم التربوية بتأدية الصلاة ..! إن قضيتنا مع المصليات هي جوهرية مع انها ليست القضية، فالصلاة فيها من المعاني التي نريدها ونبحث عنها. نريد لأبنائنا طهارة أبدان وتهذيب وجدان ، وانضباط صف الأجساد وانضباطهم في رصّ الصفوف ليكون الأول كالآخر ، وحب التذلل لله فقط.
إنها صفعة بوجه لجان الآباء لأننا نعلم عِلم يقين أن هذه الخطوة أغلقت على المدينة الكثير من الخير. ولو تبنتها لجان الآباء لخلصنا إلى استمرار وجود تلك المصليات وخلصنا الى تحقيق منافع أخرى.
إنها صفعة ثانية مدوية بوجه لجان الآباء لأننا ندرك أن البعض عمد على تغييب دورهم في هذا الملف وملفات أخرى. فالبلدية لا تطيق مواجهة الأهالي، لو أرادت ترخيص المصليات (ترخيصاً مشروطاً) لفعلت دون تردد واعتبارات، تماما كما فعلت مع تعيينات إداريّة مشروطة في بعض المدارس، وفعلت الكثير لأجل شرعنة خطواتها الغريبة.!.
إنها صفعة بوجهنا جميعا لأننا سلّمنا بسياسة إضعاف دور لجان الآباء في المدارس، لم نلقِ لوجودهم أي اهتمام. بل قام البعض بتهميش دورهم، والعمل على إضعاف شوكتهم، والتقليل من شأنهم كمن قال يوما على لجنة الآباء "مين هدول لجنة الأباء "؟! .. تعيينات لجنة وفق مقاسات، ومن يروق للمدير/ة، ورفض اجراء انتخابات أحياناً، وتارة فرض حضور المدير/ة جلسات لجنة الآباء، وتارة فرض مقترحاتهم على لجان الآباء. كل هذا تماشياً مع المركزيّة المتمثلة بشخص المدير/ة وانسجاما مع تطلعات ضيقة أضعفت لجان الآباء. فتجرأت البلدية وغيرها علينا. والسؤال لماذا؟ وبمصلحة من؟! وبهذا الإجراء، وسوء إدارة الملف أُغلقت بوجهنا أبواب كثيرة فيها من الخير الكثير. وسدت أمامنا نحن الآباء أي مبادرة لإقامة أي فكرة في المستقبل، وأصبح يختلجنا شعور أن لجان الآباء غير مرحب بهم في بعض المدارس.
لن تنهض المؤسسات التعليمية إلا بمشاركة فعّالة وتشاركية بين الأطراف عبر دور لجان الآباء، وأن هذا التفرّد وهذه المركزيّة وهذا التسلّط من قبل بعض المديرين سيجلب لنا الكثير من النكسات أبرزها ابعاد الأهالي عن تأدية دورهم تجاه أبنائهم وهذا جوابنا لمن سأل :" وين الأهالي"؟!. ليتنا نستفيد من تجارب غيرنا، ليتنا نستوعب أهمية دور لجان الآباء وتأثيرهم على العملية التعليمية. وللحديث بقية.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]