اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

مقال بعنوان "السقوط" بقلم: الشيخ سعيد سطل "أبو سليمان"

 
الانقلاب الممنهج الذي قام به الجيش بقيادة عبد الفتاح السيسي  والذي أدى إلى سقوط حكم الإخوان , بعد عام واحد من توليهم الحكم , هذا الانقلاب على الشرعية والديمقراطية المزعومة حظي بتأييد محلي وإقليمي وعالمي , على المستوى المحلي الجيش والشرطة وأجهزة الأمن بكل فروعها , والأزهر والكنيسة القبطية , والمعارضة بكل تشكيلاتها وتوجهاتها , وقف الجميع صفا في جبهة واحدة ضد الإخوان , على الصعيد الإقليمي , دول الخليج وعلى رأسهم السعودية ودولة الإمارات العربية , ترحب وتعبر عن فرحتها بسقوط حكم الإخوان , سفير إسرائيل في مصر يقول سقوط مرسي نعمة يجب أن نشكر الله عليها , وعلى الصعيد العالمي لم نفاجأ بسياسة النفاق التي تعتمدها أمريكا والدول الأوروبية , اوباما يذرف دموع التماسيح أمام وسائل الإعلام تأييدا للشرعية وحفاظا على الديمقراطية في مصر , وعلى بعد أمتار منه الكونغرس الأمريكي يطالب مرسي بالاستقالة , ووزير الدفاع الأمريكي هاجل يتابع الأحداث عبر عامله السيسي أول بأول يتلقى منه المعلومات , ويصدر إليه التعليمات والنصائح الملزمة , الرئيس الشرعي محمد مرسي الذي وصل إلى سدة الحكم عن طريق انتخابات ديمقراطية , وجه دعوات عده للحوار فرفض المعارضون الحوار , أعلن عن مشروع للإصلاح فقوبل بالرفض من المعارضين , بل قاموا بعرقلة المشرع وتعويقه.
 
قام المعارضون بحملات إفشال ممنهجه لسياسة مرسي , صُرف عليها ملايين الدولارات بتمويل خليجي , المعارضة وضعت نصب عينها هدفا واحدا لا ترضى عنه بديلا ولو أدى الأمر إلى تدمير مصر كما تدمّر سورية , وهو إسقاط حكم الإخوان في مصر , وإسقاط حكم الإخوان يعني إسقاط المشروع الإسلامي برمته في العالم كله ,لان الإخوان في مصر هم رأس هرم الجماعات الإسلامية في العالم , فإذا سقط الإخوان في مصر سقط المشروع الإسلامي في العالم كله , وهذا هدف كل القوى المعادية للإسلام السياسي في العالم , وعلى رأسهم دول الخليج والعلمانيين العرب على اختلاف توجهاتهم وتشكيلاتهم.
 
 من الصعب القول أن الرئيس مرسي والمرشد العام للإخوان المسلمين وقيادات الإخوان لم يقرؤا العناوين العريضة التي تطالب برحيلهم , ولم يفطنوا لهذا التربّص بهم , الأمر كان جليا لم يُدبر بليل , وسائل الإعلام المختلفة وعلى رأسها القنوات الفضائية الهدامة والمضللة  كانت تعمل ليل نهار وعلى مدار الساعة  لتهيئة الأجواء للانقضاض على حكم الإخوان  , قيادات الإخوان وعلى رأسهم المرشد العام والرئيس مرسي , تعاملوا مع هذه العناوين  باستخفاف واستعلاء , في ظل هذه الأجواء المعادية , والشحن المنقطع النظير بالعداء والكراهية للإخوان , لا يجوز التعامل مع هكذا أمور باستخفاف واستعلاء وعدم مبالاة ,   لقد اخطأ الإخوان في قراءة الخريطة السياسية , ولم يحسنوا التعامل مع الأحداث , فهكذا أحداث وبهذا الحجم لا تعالج على قاعدة من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر , هناك أمور في السياسة خاصة لا ينفع معها الدفع بالتي هي أحسن , بل يحتاج علاجها إلى شيء من الغلظة والشدة , من اكبر الأخطاء مثلا السكوت عن القنوات الفضائية المسيئة والمفسدة والمضللة والممولة بأموال أجنبية , هذه لعبت دورا أساسيا في إشعال نار الفتنة في الشارع المصري , وبث الحقد والكراهية بين أبناء الشعب الواحد , وهناك العديد من الأخطاء على الصعيد السياسي ارتكبها الرئيس محمد مرسي  في فترة رأسته القصيرة  أسهمت في تعجيل سقوطه , مثل قطع العلاقات مع سورية وإغلاق السفارة السورية , بدلا من قطع العلاقات مع إسرائيل وإغلاق السفارة الإسرائيلية , وهدم الأنفاق  وتضيق الخناق على أهل غزه , وهناك أخطاء على الصعيد الداخلي تتعلق بالدستور والقضاء وأمور أخرى لا داعي إلى ذكرها خلاصة القول إسقاط محمد مرسي لا يحل المشكلة , ولا يخرج مصر من الفوضى الخلاقة التي أدخلتها فيها الولايات المتحدة الأمريكية , بغية تفتيتها وتقسيمها إلى دويلات كما قسّمت العراق والسودان وتحاول تقسيم سورية , مصر اليوم في منعطف تاريخي خطير يأخذ بها إلى المجهول , على الإخوان أن يقوموا بعملية مراجعة ودراسة  وإعادة حسابات لاستخلاص الدروس والعبر , للنهوض من جديد وعلى بصيرة , والله غالب على أمره.
 
سعيد سطل ابو سليمان              
6 /7 / 2013

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
يافا وأخيرا طيبت خاطري بكلامات حق، اسأل الله تعالى لك مزيدا من الكلام السديد والتحليل المستقيم لخارطة الطريق . ما ازعجني في مصر أربعة: 1. نفاق الاقباط الذي قال الرئيس مرسي بحقهم انهم جزء لا يتجزء من النسيج المصري ولهم كامل الحقوق دون ان ينقص حق طبي واحد .بيعد أيام فقط ظهر نفاقهم وخيانتهم بجرة قلم... لطالما رأيت فيهم نفاقهم الظاهر وانهم لا يستحقون إلا ان يكونوا في مزبلة التاريخ. 2. خيوط المؤامرة خيكت في إمارات إسرائيل والاستخباراتي خلفان "رجل الموساد" الذي لمع بريقه بعد حادثة محمود المبحوح الذي اغتيل في احضانه ،على انه من كشف أكبر مؤامرة في بلاده ليتبوء مقاعد في هرم السلطة في بلاده ... وهو بالطبع من وراء هذه الحادثة ضمن لعبة الموساد حتى يصل إلى هرم الامارات 3. أما شيخ الأزهر وهو من فلول النظام السابق كنا نتوقع منه بفتوى حرمة الخروج على ولي الأمر الشرعي ....كما هو الحال مع غيره من علماء السلاطين وهو جزء منهم .بالأمس القريب أفتوا بحرمة الخروج على ولي الأمر مثل مبارك وال سعود وغيرهم من زعماء الموساد في الدول العربية. 4.منا نعتقد ان الجيش المصري يستحق التقدير ففاجئنا بأنه نفذ مؤامرة من تخطيط خلفان والبرادعي وشفيق والسعودية وإسرائيل ووباما، وتواطروس،ودحلان... نشكرك على المقال
منير - 06/07/2013
رد

تعليقات Facebook