.jpeg)
.jpg)
يُصادف اليوم السبت مرور عام على وفاة الحاج محمود علي ريحان "ابو سامي" الذي كان من أوائل خطباء مسجد حسن بك شمال مدينة يافا، وكان لهم الدور الكبير في افتتاح المسجد واعماره، كما عُرف عن الحاج ابو سامي أنه كان يؤم المصلين في مسجد العجمي لعشرات السنين، وكذلك الحال في مسجد يافا الكبير.
وبهذه المناسبة تود عائلة الحاج أبو سامي أن تُعرفكم عن قرب على إمام وخطيب مسجد حسن بك سنة 1982، وأول من ساهم في إحياء المسجد، ونقدم لكم نسخبة عن خطبه المميزة التي أثرت بقلوب الناس وأيضاً تتناسب مع أيامنا الحالية، حيث تقدم العائلة خطبة الجمعة لليوم الموافق 13-5-1982 من مسجد حسن بك، مكتوبة بخط يده، عسى الله ان تكون علماً يُنتفع به - لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، رواه مسلم".
الخطبة مطبوعة:
عن بر الوالدين- خطبة المرحوم الحج محمود علي ريحان-
القاها في يوم الجمعه 13-5-1983م في مسجد حسن بك يافا
الحمدلله الذي وفق العاملين لطاعته وحقق آمال الراغبين في رحمته وبسط للتائبين كرمه . وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له المطلع على خفيات السرائر العالم بمكنونات الضمائر . وأشهد ان سيدنا محمداً رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين
صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن تبع سنته وعمل بها الى يوم الدين .
أما بعد ,
اوصيكم وإياي بتقوى الله العظيم وطاعته واحذركم من عصيانه ومخالفة أوامره ونواهيه لقوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره . الذرة هي أصغر النمل قال ابن عباس إذا وضعت راحتك على الأرض ثم رفعتها فكل واحد مما لزق به من التراب مثقال ذرة فليس من عبد عمل خيراً أو شراً قليلاً كان أو كثيراً الا اراه الله تعالى اياه. فاذا كان هذا هو المفهوم من كتاب الله فاتقوا الله في جميع أعمالكم ان الله لا يضيع أجر من احسن عملاً . قال تعالى أن اشكر لي ولوالديك اليّ المصير .جلت قدرة الله سبحانه وتعالى أنه قرن شكر الوالدين بشكره سبحانه وتعالى ,قال ابن عباس رضي الله عنهما ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاث لا تقبل منها واحدة بغير قرينتها قوله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول . فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لن يقبل منه. قوله تعالى وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فمن صلى ولم يزك لن يقبل منه . قوله تعالى ان اشكر لي ولوالديك , فمن شكر الله ولم يشكر لوالديه لن تقبل منه ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم . رضى الله في رضى الوالدين , وسخط الله في سخط الوالدين . فالذي نراه ونلاحظه في هذه الأيام ان كثيرا من شبابنا المثقف قد لا يهمه أمر ابويه فلا يبرهما ولا يشفق عليهما حتى ولا يواسيهما بالعطف عليهما فإذا كبر سنا ومرض أحدهما أو كلاهما ,فنرى القسوة في قلوب أولادهم حتى أنه في بعض الحالات يلجأ الإبن إلى ملجأ العجزة ويتوسط هنا وهناك لكي يضع اباه او امه ليخلص منهما بشتى الوسائل لكي يرتاح من خدمتهما ويصفى له الجو مع زوجته وأولاده وهذا يعد في الدين من الكبائر ,لأن الضجر من الوالدين والعبس في وجههما والتواطؤ عن خدمتهما محرم شرعاً. قال تعالى "وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا" قرن عبادته سبحانه وتعالى مع الاحسان للوالدين. اذا عبدت الله حث العبادة وانت عاص لوالديك فلن تقبل منك تلك العبادة لانها مقرونة مع الاحسان للوالدين أن تبرهما ,وتعطف عليهما إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما . أي لا تتكلم معهما بكلام سيْ الألفاظ حتى ولا كلمة أفٍ فعند الكبر يجب عليك أيها الشاب المثقف المتعلم الرعاية التامة لوالديك مع حسن الخلق لهما. وان تتولى خدمتهما حيث أنهما توليا خدمتك من قبل فالفضل للمتقدم أولى وكيف يقع التساوي بالفضل عليهما وقد كانا يعملان انذاك راجين حياتك وراحتك وأنت سرعان ما ترى من أذاهما شيء قلبت الدنيا وسئمت الحياة معهما وتفكر طويلا الخلاص من جوارهما ورجوت موتهما في كل لحظة . قال تعالى وقل لهما قولاً كريماً . أي تحدث معهما باللين واللطف وان لا تتفوه بكلمة تزعجهما وتؤذيهما ولا تسبهما. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. فعندما يكبر الوالدين سنا ألن لهما جانبك الذليل لرقيك عليهما مع شعورهما أنك خاضع لاوامرهما .وأن تدعو دائما وابداً ربك أن يرحمهما كما رحماك وانت صغير . فرحمتهما عليك وأنت صغير لا يكون بمقدورك ولا بوسعك أن تقيسها فكم آثراك على نفسيهما بالغذاء والراحة التامة وسهر الليل الطويل وجعلا لك حجرهما مهداً وأنالاك من عطفهما وإحسانهما ما تقر به عينك فكم نمت بين أحضان والديك على فراش واحد خوفا عليك من البرد وكم من ليلة ظلماء أيقظت أمك من نومها كي تأتيك بكوبٍ من الماء لتسقيك أو شيئا من الطعام لتغذيك أو ما يذهب عنك الأذى . وعَمِلا المستحيل فيما يسعدك ويرضيك . وإن أصابك مرضٌ أو شكاية أظهر أبويك أسفهما الشديد واطالوا الحزن والنحيب وبذلوا مالهم من طاقةٍ للدواء والطبيب ولو خيروا بين حياتك وموتهما لطلبوا حياتك بأعلى صوتهما وما يريد .
وظلت هكذا الى ان كبرت وصرت شاباً وعريس فنسيت التعب والسهر وغص الفؤاد فعاملتهما بسوء الخلق مراراً فدعيا لك بالتوفيق سراً وجهاراً .فقدمت عليهما زوجتك وأولادك وقابلت أياديهما بالنسيان وصعب عليك أمرهما وهو يسير وطال عليك عمرهما وهو قصير وهجرتهما ومالهما سواك نصير . فالله سبحانه وتعالى قد نهاك عن التأفف وعاتبك في حق أبويك بأنك ستعاقب في الدنيا بعقوق الوالدين بعقوق البنين وفي أخراك بالبعد من رب العالمين كما جاء في الاية الشريفة " ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد" عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " جاء رجل يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد معه فقال النبي صلى الله عليه وسلم أحي والداك قال نعم قال ففيهما فجاهد : فانظر رحمك الله كيف فضل بر الوالدين وخدمتهما على الجهاد . وفي الصحيحين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر . الاشراك بالله وعقوق الوالدين , فانظر كيف قرن الإساءة اليهما وعدم البر والاحسان بالإشراك . وعن عمرو بن مُرة الجهني قال :جاء رجل الى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله : أرأيت إذا صليت الصلوات الخمس وصمت رمضان وأديت الزكاة وحججت البيت فماذا لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مع فعل ذلك كان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين إلا أن يعق والديه وقال صلى الله عليه وسلم , لعن الله العاق والديه . وقد شاءت قدرة الله أن يجعل حقوق الآباء دين على الابناء فان أدى الولد حق والديه واكرمهما واطاعهما وأحسن إليهما وقدم اليهما ما يحتاجانه من معونة فسوف يلاقي الكرم والأدب والطاعة من أبنائه , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم, بروا ابائكم تبركم ابنائكم . وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ادعو الله وانتم موقنون بالاجابة.
//mahmoud%20re7an%200208%20(2).jpg)
//mahmoud%20re7an%200208%20(3).jpg)
//mahmoud%20re7an%200208%20(1).jpg)
//mahmoud%20re7an%200208%20(4).jpg)
//mahmoud%20re7an%200208%20(5).jpg)
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]