اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

"التحالف الامريكي السني" - بقلم حسن قندس

 
عندما سئل الشيخ العريفي: لماذا لا تساعد دول الخليج اهل فلسطين؟ اجاب بقوله: دول الخليج لا حول ولا قوة لديهم. وبعد سنوات قامت دول الخليج بانفاق المليارات لتسليح الجماعات الاسلامية المختلفة لضرب الدول الاسلامية واسقاط انظمتها. كما حدث في ليبيا وكما يحدث في باكستان والصومال ونيجيريا وباقي الدول العربية والاسلامية.
 
وعندما يحاول المحللون السياسيون تفسير عداوة حكام الخليج للدول العربية، يقولون انه العقل الجاف الذي انتجته الصحراء وان حكام الخليج يفكرون بعقلية شيوخ القبائل. والحقيقة هي ليست كما يحللون، انما هي لانهم معينون من قبل الغرب، والمعين ليس له الا ان يطيع الأوامر.
 
وكما يطيع حكام الخليج اسيادهم، كذلك يطيع علماء وشيوخ الخليج اوامر الملوك والامراء. ولذلك نقل الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، حديث سيد ولد ادم صلوات ربي وسلامه عليه الذي يقول فيه من حديث طويل يكون في هذه الامة "دعاة على ابواب جهنم" وعندمت سألوا النبي ان يصفهم قال:"انهم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا".
 
والسؤال المهم والعجيب هو كيف يقبل آلاف الشباب من العالم الاسلامي لينضموا لصفوف الجماعات الاسلامية المسلحة؟ والجواب انهم مخلصون للفكر الاسلامي، شرفاء احرار ولكنهم لا يعلمون انهم يخدمون المخططات الغربية التي تهدف الى اضعاف الجيوش الاسلامية وتقسيم دار الاسلام الى دويلات كثيرة، مستغلين الفكر الاسلامي الذي انقسم الى فرق ومذاهب عديدة، لتقام الدويلات على اساس هذه الانقسامات.
 
والغرب ما زال مستمرا في ضرب دار الاسلام، حيث اخترع داعش لزعزعة الحكم في العراق وجواره، ولما خرجت داعش عن الخطوط التي رسمت لها، قام الغرب يعد العدة لاضعافها ولذلك نرى الولايات المتحدة تقيم تحالفا عالميا لضرب داعش وكانها لا تستطيع لوحدها فعل ذلك، انما المخطط هو لادخال الدول العربية في تحالفها هذا، وهذا يعني اقامة تحالف امريكي سني وذلك تخطيط لحرب مستقبلية بعد سنوات وليست الان.
 
هذا التحالف له تجارب من الماضي، وقد راى المسلمون نتيجة هذا التحالف. حيث تحالف الشريف حسين والوهابيون مع بريطانيا العظمى ضد دولة الخلافة العثمانية، وذلك لنيل تحرير بلادهم من الظلم العثماني، وحارب العرب ببسالة وبعد انهزام الدولة العثمانية، لم ياخذ العرب ما راموا بل اخذوا التقسيم بعد احتلال طويل.
 
وتجربة اخرى وهي ليست ببعيدة، وهي تجربة التحالف الامريكي الخليجي لتحرير افغانستان من الحكم الشيوعي. حيث انفقت دول الخليج الاموال الباهظة وقام علماء الخليج بشحن المخلصين من شباب الاسلام ليذهبوا الى افغانستان لاقامة شرع الله هناك، وبعد الانتصار ابعد الغرب الاسلاميين من الحكم وعينوا رجالا يعملون لمصلحتهم. وهذه طالبان تحارب الولايات المتحدة والاطلسي الى اليوم.
 
الحقيقة هي ان الغرب يسخر الشرفاء من شباب امة محمد صلوات ربي وسلامه عليه ليحاربوا تحت زعم اقامة الشرع الحنيف، ولكنهم لا يعلمون انهم يحاربون ويجاهدون لخدمة مخططات الغرب.
 
والان يخطط رئيس الولايات المتحدة لاقامة تحالف جديد مع الدول العربية، وبالتالي سوف يقوم علماء المسلمين بشحن عقول الشباب للانضمام لهذا التحالف الامريكي السني ليجاهدوا ضد دول اسلامية اخرى لاسقاط انظمتها التي لا تقول سمعا وطاعة لهم. 
 
اما آن الاوان ليعلم المسلمون انهم يحاربون لمصلحة الغرب؟ اما آن لهم ان يستيقظوا حتى لا يكون ندما حيث لا ينفع الندم؟ اما آن الاوان ليقول المسلمون: إن اختلاف المذاهم رحمة، واختلاف الفرق لا يخرجهم عن الاسلام؟ اما آن الاوان ليعلم المسلمون ان ابناء ومواطني دار الاسلام من غير المسلمين هم اخوة لنا؟ الم يسمعوا كلمة الزعيم المصري مكرم عبيد الذي قال: "ديني مسيحي وحضارتي الاسلام."؟ اما آن الاوان ليقول المسلمون لداعش وفروعها ان خاتم  رسالات الله صلوات ربي وسلامه عليه قال: "من آذى مواطنا في دار الاسلام لا يدين بديننا فقد اذاني او كما قال."
 
واخيرا وليس آخرا، الم يقرا المسلمون ان من آخر كلام سيدهم واسوتهم انه قال:"لا ترجعوا من بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض."؟ فإلى متى نكون كالاطفال عندما ياتي المجرمون ويقدمون الحلوى فيهرع الاطفال ليقعوا في ايدي المجرمين ليفعلوا بهم مرادهم؟.
 
والمصيبة هي اذا بينت ذلك للشباب، يقولون لك: "إن الشيخ قال." ناسين ان سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه قد حذرنا من دعاة جهنم وقال: "من اجابهم قذفوه فيها." فإما ان نكون من اتباع خاتم الانبياء والمرسلين، وإما ان ندخل في الحلف الامريكي السني الذي يحضر لحرب طاحنة ضد دول إسلامية بعد سنوات وليست الحرب ضد داعش كما يزعم اوباما بيك.
 
بقلم حسن قندس

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
كم نحن على سبات الرجاء الاستمرار
علي فحماوي - 11/09/2014
رد

تعليقات Facebook