اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

مقال "يوم الزينة" بقلم: الشيخ سعيد سطل "أبو سليمان"

 
بات عيد الأضحى على مسافة قصيرة من المسلمين , أود في هذه المناسبة العطرة أن أسجل بعض خواطري حولها  لسببين , السبب الأول : تعامل المسلمين التقليدي مع عيدهم المميز , السبب الثاني ما يحمله العيد من معاني نحن في غفلة عنها , أو أننا لا نحسن فهمها ومن ثم لا نحسن التعامل معها.
 
أما تعامل المسلمين مع عيدهم  الفطر أو الأضحى  , فينحصر اهتمامهم وتنشغل أفكارهم بالتحضيرات لاستقبال العيد , وذلك بالإقبال على الأسواق لشراء مختلف  أنواع المأكولات والمشروبات والحلويات والألبسة وبإسراف , لا احد ينكر أن العيد كما سماه الله تعالى هو يوم الزينة , جاء في سورة طه : موعدكم يوم الزينة , فالزينة في العموم مباحة بل ومستحبة , وفي بعض الحالات والأزمنة  مثل أيام العيدين وصلاة الجمع والجماعات تصبح واجبه , فالله تعالى جميل يحب الجمال , نظيف يحب النظافة يقول : قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق ... لكنها الزينة المنضبطة الغير مفرطة , كما بين ذلك القران في قوله تعالى : يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين , وددت لو أن المسلمين يهتمون بزينة الباطن كما يهتمون بزينة  الظاهر , لان الباطن هو محل نظر الله تعالى واهتمامه , بينما الظاهر هو محل اهتمام الناس وانتقاداتهم , وددت لو أننا نزين العيد بمحاسن الأخلاق , ابتداء بتصفية النوايا وتطهير القلوب , فلا نخفي خلف الابتسامة حقدا ولا غلا ولا ضغينة , ولتكن الأكف المتصافحة في العيد نظيفة نقية , ولتكن التهنئة بالعيد خارجة من القلب بصدق لا من الشفتين , ولتكن صلة الأرحام وزيارة الأقارب والأصدقاء لتنقية الأجواء مما علق بها من شوائب , والتكن المصالحة   والتسامح  والعفو بين الأهل والأشقاء والأصدقاء المتخاصمين الذين فرقتهم الدنيا الغاية والمطلب في العيد , هذه المعاني التي يريد الإسلام تحقيقها في العيد لأنها توثق الروابط الأخوية والعائلية,  وتشيع الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع المسلم , وهذه من مظاهر الزينة الحقيقية في العيد عند المسلمين.
 
العيد إلى جانب ما يتخلله من زينة ومن اللهو المباح ومن البهجة والفرح والسرور هو عندنا عبادة جميع ما يتخلله من أعمال صالحة يدخل في دائرة العبادة , ولعل الشاهد على ذلك أننا أول ما نبدأ به عيدنا الصلاة , وهي مظهر من مظاهر الشكر لله تعالى على أفضاله وأنعامه علينا , وأجواء العيد مصبوغة بالتكبير والتهليل والتحميد والتسبيح لله تعالى , تنطلق من الحناجر كأنها لآليء تزين المكان والزمان , تضفي على صلاة العيد نكهة خاصة تميزها عن باقي الصلوات , لعل هذا ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم لفت المسلمين إليه بقوله : زينوا أعيادكم بالتكبير, والى ذلك لفتنا القران الكريم بقوله تعالى : ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون , والتكبير يحمل معنى جلال الله وعظمته , فتعالوا نلتقي في صلاة العيد  لنزين الزمان والمكان بالتكبير والتهليل والتسبيح والتحميد , ونزين اللقاء بالابتسامات وبالكلم الطيب وبمحاسن الأخلاق , لعلنا نستشعر في هذا التجمع المبارك وهذه الأجواء الإيمانية جلال الله وعظمته في قلوبنا فنكون من الفائزين والسعداء بحق بهذا العيد , هذه بعض معاني العيد في الإسلام وهي غيض من فيض , تقبل الله تعالى منكم الطاعات  وكل عام وانتم بخير.
 
سعيد سطل ابو سليمان           8 ذو الحجة 1435

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook